بها آي القرآن، ويجوز أن يريد بها آيات الله في خلقه، وفى غرائب الحوادث في العالم.
والسواطع: المشرقة المنيرة.
والنذر: جمع نذير، وهو المخوف، والأحسن أن يكون النذر هاهنا هي الإنذارات نفسها، لأنه قد وصف ذلك بالبوالغ، وفواعل لا تكون في الأكثر إلا صفه المؤنث.
ومفظعات الأمور: شدائدها الشنيعة، أفظع الامر فهو مفظع، ويجوز فظع الامر بالضم فظاعة فهو فظيع، وأفظع الرجل على ما لم يسم فاعله، أي نزل به ذلك.
وقوله: (والسياقة إلى الورد المورود)، يعنى الموت. وقوله: (سائق وشهيد)، وقد فسر عليه السلام ذلك وقال: (سائق يسوقها إلى محشرها وشاهد يشهد عليها بعملها). وقد قال بعض المفسرين: إن الآية لا تقتضي كونهما اثنين، بل من الجائز أن يكون ملكا واحدا جامعا بين الامرين، كأنه قال: (وجاءت كل نفس معها ملك يسوقها ويشهد عليها). وكلام أمير المؤمنين يحتمل ذلك أيضا، لأنه لم يقل أحدهما، لكن الأظهر في الاخبار والآثار أنهما ملكان.
فإن قلت: إذا كان تعالى عالما بكل شئ فأي حاجة إلى الملائكة التي تكتب الأعمال، كما قال سبحانه: (بلى ورسلنا لديهم يكتبون) (2)، وإذا كان تعالى أعدل العادلين فأي حاجة إلى ملك يشهد على المكلف يوم القيامة؟ وإذا كان قادرا لذاته، فأي حاجة إلى ملك يسوق المكلف إلى المحشر؟ قلت: يجوز أن يكون في تقرير مثل ذلك في أنفس المكلفين في الدنيا ألطاف ومصالح لهم في أديانهم، فيخاطبهم الله تعالى به لوجوب