ومهينمة: ذات هينمة، وهي الصوت الخفي. وألجم العرق: صار لجاما، وفى الحديث:
(إن العرق ليجري منهم حتى إن منهم من يبلغ ركبتيه، ومنهم من يبلغ صدره، ومنهم من يبلغ عنقه، ومنهم من يلجمه، وهم أعظمهم مشقة.
وقال لي قائل: ما أرى لقوله عليه السلام: (المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة)، كثير فائدة، لان طول العنق جدا ليس مما يرغب في مثله، فذكرت له الخبر الوارد في العرق وقلت: إذا كان الانسان شديد طول العنق كان عن إلجام العرق أبعد، فظهرت فائدة الخبر.
ويروى (وأنجم العرق)، أي كثر ودام.
والشفق والشفقة، بمعنى، وهو الاسم من الاشفاق، وهو الخوف والحذر، قال الشاعر:
تهوى حياتي وأهوى موتها شفقا * والموت أكرم نزال على الحرم (1) وأرعدت الاسماع: عرتها الرعدة. وزبرة الداعي: صدته، ولا يقال الصوت زبرة إلا إذا خالطه زجر وانتهار، زبرته أزبره، بالضم.
وقوله: (إلى فصل الخطاب)، إلى هاهنا يتعلق بالداعي. وفصل الخطاب: بت الحكومة: التي بين الله وبين عباده في الموقف، رزقنا الله المسامحة فيها بمنه! وإنما خص الاسماع بالرعدة، لأنها تحدث من صوت الملك الذي يدعو الناس إلى محاسبته.
والمقايضة: المعاوضة، قايضت زيدا بالمتاع، وهما قيضان، كما قالوا: بيعان.
فإن قلت: كيف يصح ما ذكره المسلمون من حشر الأجساد! وكيف يمكن ما أشار إليه عليه السلام من جمع الاجزاء البدنية من أوكار الطيور وأوجرة السباع، ومعلوم أنه قد يأكل الانسان سبع، ويأكل ذلك السبع إنسان آخر، ويأكل هذا الانسان طائر، ثم يأكل الطائر إنسان آخر، والمأكول يصير أجزاء من أجزاء بدن الاكل، فإذا حشرت