فأعطني يا رب ما رجوت، وأمنى ما حذرت، وعد على بفضلك ورحمتك، إنك أكرم المسؤولين.
اللهم وإذ سترتني بعفوك، وتغمدتني بفضلك في دار الفناء، فأجرني من فضيحات دار البقاء عند مواقف الاشهاد، من الملائكة المقربين، والرسل المكرمين، والشهداء الصالحين، من جار كنت أكاتمه سيئاتي، ومن ذي رحم كنت أحتشم منه لسريراتي، لم أثق بهم في الستر (1) على، ووثقت بك في المغفرة لي، وأتت أولى من وثق به، وأعطى من رغب إليه وأرأف من استرحم، فارحمني.
اللهم إني أعوذ بك من نار تغلظت بها على من عصاك، وأوعدت بها من ضارك وناواك، وصدف عن رضاك. ومن نار نورها ظلمة، وهينها صعب، وقريبها بعيد. ومن نار يأكل بعضها بعضا، ويصول بعضها على بعض، ومن نار تذر العظام رميما، وتسقى أهلها حميما، ومن نار لا تبقى على من تضرع، ولا ترحم من استعطفها، ولا تقدر على التخفيف عمن خشع لها، واستبتل إليها، تلقى سكانها بأحر ما لديها من أليم النكال، وشديد الوبال.
اللهم بك أعوذ من عقاربها الفاغرة أفواهها، وحياتها الناهشة بأنيابها، وشرابها الذي يقطع الأمعاء، ويذيب الأحشاء، وأستهديك لما باعد عنها، وأنقذ منها، فأجرني بفضل رحمتك، وأقلني عثرتي بحسن إقالتك ولا تخذلني يا خير المجيرين.
اللهم صل على محمد وآل محمد إذا ذكر الأبرار، وصل على محمد وآل محمد ما اختلف الليل والنهار، صلاة لا ينقطع مددها، ولا يحصى عددها، صلاة تشحن الهواء، وتملأ الأرض والسماء.
صل اللهم عليه وعليهم حتى ترضى، وصل عليه وعليهم بعد الرضا صلاة لأحد لها، ولا منتهى، يا أرحم الراحمين!
* * *