بأبي أنت وأمي يا رسول الله! قلت فقبلنا، وتلوت فوعينا، ثم ظلمنا أنفسنا، وقرأنا فيما أتيتنا به عن ربنا: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما.) اللهم إنا قد جئنا رسولك ونحن نستغفرك، ونسأل رسولك أن يستغفر لنا خطايانا، فاغفر لنا وتب علينا.
فيقال: أن إنسانا حضر ذلك الدعاء، فرأى تلك الليلة رسول الله صلى الله عليه وآله في منامه يقول له: أبلغ الاعرابي أن الله قد غفر له.
ومن أدعية بعض الصالحين:
اللهم إني لم آتك بعمل صالح قدمته، ولا شفاعة مخلوق رجوته، أتيتك مقرا بالظلم والإساءة على نفسي، أتيتك بلا حجة أتيتك أرجو عظيم عفوك الذي عدت به على الخاطئين، ثم لم يمنعك عكوفهم على عظيم الجرم أن جدت لهم بالمغفرة، فيا صاحب العفو العظيم، اغفر الذنب العظيم، برحمتك يا أرحم الراحمين.
وروى أن عليا عليه السلام اعتمر، فرأى رجلا متعلقا بأستار الكعبة، وهو يقول:
يا من لا يشغله سمع عن سمع، يا من لا تقلقه (1) المسائل، ولا يبرمه إلحاح الملحين، أذقني برد عفوك، وحلاوة مغفرتك، وعذوبة عافيتك، والفوز بالجنة، والنجاة من النار فقال علي عليه السلام: والذي نفسي بيده إن قالها وعليه مثل السماوات والأرض من الذنوب قولا مخلصا ليغفرن له.
ودعا أعرابي عند الملتزم، فقال: اللهم إن لك على حقوقا فتصدق بها على، وإن للناس قبلي تبعات فتحملها عنى، وقد أوجبت لكل ضيف قرى، وأنا ضيفك الليلة، فاجعل قراي الجنة.