كان ولم يزل، وهو كائن لا يزول. نعمتك أجل من أن توصف بكلها، ومجدك أرفع من أن يحد بكنهه، وإحسانك أكبر من أن يشكر على أقله، فقد أقصرت ساكتا عن تحميدك، وتهيبت ممسكا عن تمجيدك، لا رغبة يا إلهي عنك بل عجزا، ولا زهدا فيما عندك بل تقصيرا، وها أنا ذا يا إلهي أؤمل بالوفادة وأسألك حسن الرفادة، فاسمع ندائي، واستجب دعائي، ولا تختم عملي بخيبتي، ولا تجبهني بالرد في مسألتي، وأكرم من عندك منصرفي، إنك غير ضائق عما تريد، ولا عاجز عما تشاء، وأنت على كل شئ قدير.
* * * ومن أدعيته عليه السلام، وهو من أدعية الصحيفة أيضا:
اللهم يا من برحمته يستغيث المذنبون، ويا من إلى إحسانه يفزع المضطرون، ويا من لخيفته ينتحب الخاطئون، يا أنس كل مستوحش غريب، يا فرج كل مكروب حريب، يا عون كل مخذول فريد، يا عائذ كل محتاج طريد، أنت الذي وسعت كل شئ رحمة وعلما، وأنت الذي جعلت لكل مخلوق في نعمتك سهما، وأنت الذي عفوه أعلى من عقابه، وأنت الذي رحمته أمام غضبه، وأنت الذي إعطاؤه أكبر من منعه، وأنت الذي وسع الخلائق كلهم بعفوه، وأنت الذي لا يرغب في غنى من أعطاه، وأنت الذي لا يفرط في عقاب من عصاه.
وأنا يا سيدي عبدك الذي أمرته بالدعاء. فقال: لبيك وسعديك! وأنا يا سيدي عبدك الذي أوقرت الخطايا ظهره، وأنا الذي أفنت (1) الذنوب عمره، وأنا الذي بجهله عصاك، ولم يكن أهلا منه لذلك، فهل أنت يا مولاي راحم من دعاك فاجتهد في الدعاء! أم أنت غافر لمن بكى لك، فأسرع في البكاء! أم أنت متجاوز عمن عفر لك وجهه، متذللا! أم أنت مغن من شكا إليك فقره متوكلا!