إلى حربنا وإلى جارنا! فكأن الأزد عند ذلك كرهت قتالهم.
فكتب زياد إلى علي عليه السلام: أما بعد يا أمير المؤمنين، فإن أعين بن ضبيعة قدم علينا من قبلك بجد ومناصحة وصدق ويقين، فجمع إليه من أطاعه من عشيرته، فحثهم على الطاعة والجماعة، وحذرهم الخلاف والفرقة، ثم نهض بمن أقبل معه إلى من أدبر عنه، فواقفهم عامة النهار، فهال أهل الخلاف تقدمه، وتصدع عن ابن الحضرمي كثير ممن كان يريد نصرته، فكان كذلك حتى أمسى، فأتى في رحله فبيته نفر من هذه الخارجة المارقة، فأصيب رحمه الله تعالى، فأردت أن أناهض ابن الحضرمي عند ذلك، فحدث أمر قد أمرت صاحب كتابي هذا أن يذكره لأمير المؤمنين، وقد رأيت إن رأى أمير المؤمنين ما رأيت، أن يبعث إليهم جارية بن قدامة، فإنه نافذ البصيرة، ومطاع في العشيرة، شديد على عدو أمير المؤمنين، فإن يقدم يفرق بينهم بإذن الله. والسلام على أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.
فلما جاء الكتاب، دعا جارية بن قدامة، فقال له: يا بن قدامة، تمنع الأزد عاملي وبيت مالي، وتشاقني مضر وتنابذني! وبنا ابتدأها الله تعالى بالكرامة، وعرفها الهدى، وتداعوا إلى المعشر الذين حادوا الله ورسوله، وأرادوا إطفاء نور الله سبحانه، حتى علت كلمة الله، وهلك الكافرون.
فقال: يا أمير المؤمنين، ابعثني إليهم، واستعن بالله عليهم. قال: قد بعثتك إليهم، واستعنت بالله عليهم.
* * * قال إبراهيم: فحدثنا محمد بن عبد الله، قال: حدثني ابن أبي السيف، عن سليمان بن أبي راشد، عن كعب بن قعين، قال: خرجت مع جارية من الكوفة إلى البصرة