شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ٥٠
فيكم بالكتاب والسنة وقصد الحق، وأقم فيكم سبيل الهدى، فوالله ما أعلم أن واليا بعد محمد صلى الله عليه وآله أعلم بذلك منى، ولا أعمل بقولي. أقول قولي هذا صادقا، غير ذام لمن مضى، ولا منتقصا لأعمالهم، وإن خبطت (1) بكم الأهواء المردية، وسفه الرأي الجائر إلى منابذتي، تريدون خلافي! فها أنا ذا قربت جيادي، ورحلت ركابي، وأيم الله لئن ألجأتموني إلى المسير إليكم لأوقعن بكم وقعة، لا يكون يوم الجمل عندها إلا كلعقة لاعق، وإني لظان ألا تجعلوا - إن شاء الله - على أنفسكم سبيلا.
وقد قدمت هذا الكتاب إليكم حجة عليكم، ولن أكتب إليكم من بعده كتابا، إن أنتم استغششتم نصيحتي، ونابذتم رسولي، حتى أكون أنا الشاخص نحوكم، إن شاء الله تعالى. والسلام.
قال: فلما قرئ الكتاب على الناس قام صبرة بن شيمان، فقال: سمعنا وأطعنا، ونحن لمن حارب أمير المؤمنين حرب، ولمن سالم سلم، إن كفيت يا جارية قومك بقومك فذاك، وإن أحببت أن ننصرك نصرناك.
وقام وجوه الناس فتكلموا بمثل ذلك ونحوه، فلم يأذن لأحد منهم أن يسير معه، ومضى نحو بنى تميم.
فقام زياد في الأزد، فقال:
يا معشر الأزد، إن هؤلاء كانوا أمس سلما، فأصبحوا اليوم حربا، وإنكم كنتم حربا فأصبحتم سلما، وإني والله ما اخترتكم إلا على التجربة، ولا أقمت فيكم إلا على الامل، فما رضيتم أن أجرتموني، حتى نصبتم لي منبرا وسريرا، وجعلتم لي شرطا وأعوانا، ومناديا وجمعة، فما فقدت بحضرتكم شيئا إلا هذا الدرهم، لا أجبيه اليوم، فإن لم أجبه اليوم أجبه غدا إن شاء الله. واعلموا أن حربكم اليوم معاوية أيسر عليكم في الدنيا والدين من حربكم أمس عليا، وقد قدم عليكم جارية بن قدامة، وإنما أرسله على

(1) كذا في ا، ج، وفي ب: (خطت).
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232