شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ٢٧٦
ابن عبد الرحمن، وقال: تبعث سفيان إلى رجل قد فللته، وقتلت فرسانه! وكان شبيب قد أقام بكرمان حتى جبر، واستراش هو وأصحابه، فمضى سفيان بالرجال، واستقبله شبيب بدجيل الأهواز، وعليه جسر معقود، فعبر إلى سفيان، فوجده قد نزل بالرجال، وجعل مهاصر (1) بن صيفي على خيله، وبشر بن حسان (1) الفهري على ميمنته، وعمر بن هبيرة الفزاري على ميسرته، وأقبل شبيب في ثلاثة كراديس، هو في كتيبة، وسويد بن سليم في كتيبة، وقعنب في كتيبة، وخلف المحلل في عسكره، فلما حمل سويد وهو في ميمنته على ميسرة سفيان وقعنب وهو في ميسرته على ميمنة سفيان، حمل هو على سفيان، ثم اضطربوا مليا، حتى رجعت الخوارج إلى مكانها الذي كانوا فيه.
فقال يزيد السكسكي - وكان من أصحاب سفيان يومئذ: كر علينا شبيب وأصحابه أكثر من ثلاثين كرة، ولا يزول من صفنا أحد، فقال لنا سفيان: لا تحملوا عليهم متفرقين، ولكن لتزحف عليهم الرجال زحفا، ففعلنا، وما زلنا نطاعنهم حتى اضطررناهم إلى الجسر، فقاتلونا عليه أشد قتال يكون لقوم قط. ثم نزل شبيب، ونزل معه نحو مائة رجل، فما هو إلا أن نزلوا حتى أوقعوا بنا من الضرب والطعن شيئا ما رأينا مثله قط، ولا ظنناه يكون، فلما رأى سفيان أنه لا يقدر عليهم، ولا يأمن ظفرهم، دعا الرماة فقال:
ارشقوهم بالنبل، وذلك عند المساء، وكان الالتقاء ذلك اليوم نصف النهار، فرشقهم أصحابه، وقد كان سفيان صفهم على حدة، وعليهم أمير، فلما رشقوهم شدوا عليهم، فشددنا نحن، وشغلناهم عنهم، فلما رأوا ذلك ركب شبيب وأصحابه، وكروا على أصحاب النبل كرة شديدة، صرعوا منهم فيها أكثر من ثلاثين راميا، ثم عطف علينا يطاعننا بالرماح، حتى اختلط الظلام، ثم انصرف عنا، فقال سفيان بن الأبرد لأصحابه:

(1) ب: (مضاض).
(٢٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232