جماعة منهم فردتهم ولم تجبهم، فأخبر من شاهدها في الحرب أنها كانت تحمل على الناس وترتجز، فتقول:
أحمل رأسا قد سئمت حمله * وقد مللت دهنه وغسله * ألا فتى يحمل عنى ثقله * والخوارج يفدونها بالآباء والأمهات، فما رأينا قبلها ولا بعدها مثلها.
* * * وروى أبو الفرج (1)، قال: كان عبيدة بن هلال، إذا تكاف الناس ناداهم: ليخرج إلى بعضكم، فيخرج إليه فتيان من عسكر المهلب، فيقول لهم: أيما أحب إليكم؟
أقرأ عليكم القرآن أم أنشدكم الشعر؟ فيقولون له: أما القرآن فقد عرفناه مثل معرفتك، ولكن تنشدنا، فيقول: يا فسقة، قد والله علمت أنكم تختارون الشعر على القرآن! ثم لا يزال ينشدهم ويستنشدهم حتى يملوا ويفترقوا.
* * * قال أبو العباس (2): وولى خالد بن عبد الله بن أسيد فقدم فدخل البصرة، فأراد عزل المهلب، فأشير عليه بالا يفعل، وقيل له: إنما أمن [أهل] (3) هذا المصر، لان المهلب بالأهواز وعمر بن عبيد الله بفارس، فقد تنحى عمر، وإن نحيت المهلب لم تأمن على البصرة. فأبى إلا عزله، فقدم المهلب البصرة: وخرج خالد إلى الأهواز، فاستصحبه (4)، فلما صار بكربج دينار لقيه قطري، فمنعه حط أثقاله، وحاربه ثلاثين يوما.
ثم أقام قطري بإزائه، وخندق على نفسه، فقال المهلب لخالد: إن قطريا ليس