شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٣ - الصفحة ٨١
مقال ابن هند في علي عضيهة * ولله في صدر بن أبي طالب أجل (1) على في ابن عفان سقطة * بقول، ولا ما لا عليه ولا قتل (2) وما كان إلا لازما قعر بيته * إلى أن أتى عثمان في داره الاجل فمن قال قولا غير هذا فحسبه * من الزور والبهتان بعض الذي احتمل (3) وصى رسول الله من دون أهله * ومن باسمه في فضله يضرب المثل.
قال نصر: فلما قرأ شرحبيل الكتاب ذعر وفكر، وقال: هذه نصيحة لي في ديني، ولا والله لا أعجل في هذا الامر بشئ [وفي نفسي منه حاجة] (4)، وكاد (5) يحول عن نصر معاوية ويتوقف، فلفق (6) له معاوية الرجال يدخلون إليه ويخرجون، ويعظمون عنده قتل عثمان، ويرمون به عليا، ويقيمون الشهادة الباطلة، والكتب المختلقة، حتى أعادوا رأيه، وشحذوا عزمه (7).
* * *

(١) العضيهة: الإفك والبهتان. وفى ب: (وقال ابن هند)، والوجه ما أثبته من ج.
(٢) مالا عليه، أصله: (مالا) بالهمز، والممالاة: المعاونة. وفى صفيه: (ولا جلب عليه).
(٣) في صفين:
* من الزور والبهتان قول الذي احتمل * (٤) من كتاب وقعة صفين.
(٥ - ٥) في وقعة صفين: (واستتر له القوم).
(٦) كذا في ج، وفى ا، ب، (فلقوله) تصحيف، وفى صفين: (فلفف).
(٧) بقية الخبر في كتاب كتاب وقعة صفين: (وبلغ ذلك قومه، فبعث ابن أخت له من بارق - وكان يرى رأى علي بن أبي طالب - فبايعه بعد، وكان ممن لحق من أهل الشام، وكان ناسكا، فقال:
لعمر أبى الأشقى ابن هند لقد رمى * شرحبيل بالسهم الذي هو قاتله ولفف قوما يسحبون ذيولهم * جميعا وأولى الناس بالذنب فاعله فألفى يمانيا ضعيفا نخاعه * إلى كل ما يهوون تحدى رواحله فطأطأ لها لما رموه بثقلها * ولا يرزق التقوى من الله خاذله ليأكل دنيا لابن هند بدينه * ألا وابن هند قبل ذلك آكله وقالوا على في ابن عفان * خدعة ودبت إليه بالشنان غوائله ولا والذي أرسى ثبيرا مكانه * لقد كف عنه كفه ووسائله وما كان إلا من صحاب محمد * وكلهم تغلي عليه مراجله فلما بلغ شرحبيل هذا القول قال: هذا بعيث الشيطان، الان امتحن الله قلبي، والله لأسيرن صاحب هذا الشعر أو ليفوتنني، فهرب الفتى إلى الكوفة - وكان أصله منها - وكاد أهل الشام أن يرتابوا.
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بقية رد المرتضى على ما أرده القاضي عبد الجبار من الدفاع عن عثمان 4
2 ذكر المطاعن التي طعن بها على عثمان والرد عليها 11
3 بيعة جرير بن عبد الله البجلي لعلي 70
4 بيعة الأشعث لعلي 73
5 دعوة علي معاوية إلى البيعة والطاعة ورد معاوية عليه 74
6 أخبار متفرقة 91
7 مفارقة جرير بن عبد الله البجلي لمعاوية 115
8 نسب جرير وبعض أخباره 117
9 44 - ومن كلام له عليه السلام لما هرب مصقلة بن هبيرة الشيباني إلى معاوية 119
10 نسب بنى ناجية 120
11 نسب علي بن الجهم وطائفة من أخباره وشعره 122
12 نسب مصقلة بن هبيرة 127
13 خبر بني ناجية مع علي 127
14 قصة الخريت بن راشد الناجي وخروجه على علي 128
15 45 - من خطبة له عليه السلام في الزهد وتعظيم الله وتصغير أمر الدنيا 152
16 فصل بلاغي في الموازنة والسجع 153
17 نبذ من كلام الحكماء في مدح القناعة وذم الطمع 154
18 46 - من كلام له عليه السلام عن عزمه على المسير إلى الشام 165
19 أدعية على عند خروجه من الكوفة لحرب معاوية 166
20 كلام علي حين نزل بكربلاء 169
21 كلامه لأصحابه وكتبه إلى عماله 171
22 كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية وجوابه عليه 188
23 47 - من كلام له عليه السلام في ذكر الكوفة \ 197
24 فصل في ذكر فضل الكوفة 198
25 48 - من خطبة له عليه السلام عند المسير إلى الشام 200
26 أخبار علي في جيشه وهو في طريقه إلى صفين 202
27 49 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه وتمجيده 216
28 فصول في العلم الإلهي: 217
29 الفصل الأول وهو الكلام على كونه تعالى عالما بالأمور الخفية 218
30 الفصل الثاني في تفسير قوله عليه السلام: " ودلت عليه أعلام الظهور " 221
31 الفصل الثالث في أن هويته تعالى غير هوية البشر 222
32 الفصل الرابع في نفي التشبيه عنه تعالى 223
33 الفصل الخامس في بيان أن الجاحد له مكابر بلسانه ومثبت له بقلبه 238
34 50 - من خطبة له عليه السلام يصف وقوع الفتن 240
35 51 - من كلام له عليه السلام لما غلب أصحاب معاوية أصحابه عليه السلام على شريعة الفرات بصفين ومنعوهم من الماء 244
36 الأشعار الواردة في الإباء والأنف من احتمال الضيم 245
37 أباة الضيم وأخباره 249
38 غلبة معاوية على الماء بصفين ثم غلبة علي عليه بعد ذلك 312
39 52 - من خطبة له في وصف الدنيا ما قيل من الأشعار في ذم الدنيا 335