شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٣ - الصفحة ٢٦٦
يعد الغنى من نفسه كل ليلة * أصاب قراها من صديق ميسر (1) ينام عشاء ثم يصبح ناعسا * يحت الحصا من جنبه المتعفر (2) يعين نساء الحي ما يستعنه * ويمسي طليحا كالبعير المحسر (3) ولكن صعلوكا صفيحة وجهه * كضوء شهاب القابس المتنور مطلا على أعدائه يزجرونه * بساحتهم زجر المنيح المشهر (4) وإن قعدوا لا يأمنون اقترابه * تشوف أهل الغائب المنتظر (5) فذلك إن يلق المنية يلقها * حميدا وإن يستغن يوما فأجدر * * * وقال آخر:
ولست بمولى سوءة أدعى لها * فإن لسوآت الأمور مواليا (6) وسيان عندي أن أموت وأن أرى * كبعض رجال يوطنون المخازيا ولن يجد الناس الصديق ولا العدا * أديمي إذا عدوا أديمي واهيا وإن نجاري بابن غنم مخالف * نجار لئام فابغني من ورائيا (7) ولست بهياب لمن لا يهابني * ولست أرى للمرء ما لا يرى ليا إذا المرء لم يحببك إلا تكرها * عراض العلوق لم يكن ذاك باقيا (8) * * *

(1) الميسر: الذي قد نتج إبله فكثر خيره، يقول: من صفات ذلك الصعلوك أنه إذا أصاب القرى في كل ليلة من صديق غنى، عد ذلك لنفسه غنى وخيرا.
(2) يحت الحصا: يفركه، والناعس: الذي يأتي عليه الصباح وهو ناعس لخموله وانحطاط همته.
(3) البعير الطليح: المعني، وكذلك المحسر.
(4) أطل على أعدائه: أوفى عليهم. والمنيح والسفيح والرغد: قداح لا أنصباء لها، وإنما يكثر بها القداح فهي تجال أبدا، وتزجر حالا بعد حال، فشبه الصعلوك به (من شرح التبريزي).
(5) الديوان: (فإن بعدوا يأمنون اقترابه).
(6) لطرفة الجذيمي، ديوان الحماسة - بشرح التبريزي 1: 389، مع اختلاف في الرواية وترتيب الأبيات (7) النجار: الأصل.
(8) العلوق: الناقة التي ترأم ولدها وتلمسه حتى يأنس بها، فإذا أراد ارتضاع اللبن منها ضربته وطردته.
(٢٦٦)
مفاتيح البحث: الغنى (3)، الصدق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بقية رد المرتضى على ما أرده القاضي عبد الجبار من الدفاع عن عثمان 4
2 ذكر المطاعن التي طعن بها على عثمان والرد عليها 11
3 بيعة جرير بن عبد الله البجلي لعلي 70
4 بيعة الأشعث لعلي 73
5 دعوة علي معاوية إلى البيعة والطاعة ورد معاوية عليه 74
6 أخبار متفرقة 91
7 مفارقة جرير بن عبد الله البجلي لمعاوية 115
8 نسب جرير وبعض أخباره 117
9 44 - ومن كلام له عليه السلام لما هرب مصقلة بن هبيرة الشيباني إلى معاوية 119
10 نسب بنى ناجية 120
11 نسب علي بن الجهم وطائفة من أخباره وشعره 122
12 نسب مصقلة بن هبيرة 127
13 خبر بني ناجية مع علي 127
14 قصة الخريت بن راشد الناجي وخروجه على علي 128
15 45 - من خطبة له عليه السلام في الزهد وتعظيم الله وتصغير أمر الدنيا 152
16 فصل بلاغي في الموازنة والسجع 153
17 نبذ من كلام الحكماء في مدح القناعة وذم الطمع 154
18 46 - من كلام له عليه السلام عن عزمه على المسير إلى الشام 165
19 أدعية على عند خروجه من الكوفة لحرب معاوية 166
20 كلام علي حين نزل بكربلاء 169
21 كلامه لأصحابه وكتبه إلى عماله 171
22 كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية وجوابه عليه 188
23 47 - من كلام له عليه السلام في ذكر الكوفة \ 197
24 فصل في ذكر فضل الكوفة 198
25 48 - من خطبة له عليه السلام عند المسير إلى الشام 200
26 أخبار علي في جيشه وهو في طريقه إلى صفين 202
27 49 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه وتمجيده 216
28 فصول في العلم الإلهي: 217
29 الفصل الأول وهو الكلام على كونه تعالى عالما بالأمور الخفية 218
30 الفصل الثاني في تفسير قوله عليه السلام: " ودلت عليه أعلام الظهور " 221
31 الفصل الثالث في أن هويته تعالى غير هوية البشر 222
32 الفصل الرابع في نفي التشبيه عنه تعالى 223
33 الفصل الخامس في بيان أن الجاحد له مكابر بلسانه ومثبت له بقلبه 238
34 50 - من خطبة له عليه السلام يصف وقوع الفتن 240
35 51 - من كلام له عليه السلام لما غلب أصحاب معاوية أصحابه عليه السلام على شريعة الفرات بصفين ومنعوهم من الماء 244
36 الأشعار الواردة في الإباء والأنف من احتمال الضيم 245
37 أباة الضيم وأخباره 249
38 غلبة معاوية على الماء بصفين ثم غلبة علي عليه بعد ذلك 312
39 52 - من خطبة له في وصف الدنيا ما قيل من الأشعار في ذم الدنيا 335