شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٣ - الصفحة ٢٧٠
سرا، ثم ظهر لقتيبة أمره، فأرسل إليه يدعوه، فوجده قد طلا رجله بمغرة (1) وعلق في عنقه خرزا، وعنده رجلان يرقيان رجله، فقال للرسول: قد ترى ما برجلي! فرجع وأخبر قتيبة فأعاده إليه، فقال: قل له ليأتيني محمولا، قال: لا أستطيع. فقال قتيبة لصاحب شرطته: انطلق إلى وكيع فأتني به، فإن أبى فاضرب عنقه، وأتني برأسه، ووجه معه خيلا. فقال وكيع لصاحب الشرطة: البث قليلا تلحق الكتائب، وقام فلبس سلاحه، ونادى في الناس فأتوه، فخرج فتلقاه رجل، فقال: ممن أنت؟ فقال: من بنى أسد، فقال: ما اسمك؟ فقال ضرغام، فقال: ابن من؟ قال: ابن ليث، فتيمن به وأعطاه رايته، وأتاه الناس أرسالا من كل وجه، فتقدم بهم، وهو يقول:
قوم إذا حمل مكروهة شد الشراسيف لها والحزيم (2) واجتمع إلى قتيبة أهله وثقاته، وأكثر العرب ألسنتهم له وقلوبهم عليه. فأمر قتيبة رجلا فنادى: أين بنو عامر؟ وقد كان قتيبة جفاهم في أيام سلطانه - فقال له مجفر (3) ابن جزء الكلابي: نادهم حيث وضعتهم، فقال قتيبة: أنشدكم الله والرحم - وذاك لان باهلة وعامرا من قيس عيلان - فقال مجفر: أنت قطعتها، قال: فلكم العتبى، فقال مجفر:
لا أقالنا الله إذا، فقال قتيبة:
يا نفس صبرا على ما كان من ألم إذ لم أجد لفضول العيش أقرانا ثم دعا (4) ببرذون له مدرب (5) ليركبه، فجعل يمنعه الركوب حتى أعيا. فلما رأى ذلك

(1) المغرة: طين أحمر.
(2) البيت في اللسان 15: 21، من غير نسبة. القرم: السيد. والشراسيف: أطراف أضلاع الصدر التي تشرف على البطن. والحزيم: موضع الحزام من الصدر والظهر كله.
(3) في الطبري: (محصن).
(4) في الطبري: (ودعا بعمامة، وكانت أمه بعثت بها إليه: فاعتم بها، وكان يعتم بها في الشدائد، ودعا ببرذون...).
(5) المدرب: المؤدب الذي ألف الركوب وعود المشي.
(٢٧٠)
مفاتيح البحث: بنو أسد (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بقية رد المرتضى على ما أرده القاضي عبد الجبار من الدفاع عن عثمان 4
2 ذكر المطاعن التي طعن بها على عثمان والرد عليها 11
3 بيعة جرير بن عبد الله البجلي لعلي 70
4 بيعة الأشعث لعلي 73
5 دعوة علي معاوية إلى البيعة والطاعة ورد معاوية عليه 74
6 أخبار متفرقة 91
7 مفارقة جرير بن عبد الله البجلي لمعاوية 115
8 نسب جرير وبعض أخباره 117
9 44 - ومن كلام له عليه السلام لما هرب مصقلة بن هبيرة الشيباني إلى معاوية 119
10 نسب بنى ناجية 120
11 نسب علي بن الجهم وطائفة من أخباره وشعره 122
12 نسب مصقلة بن هبيرة 127
13 خبر بني ناجية مع علي 127
14 قصة الخريت بن راشد الناجي وخروجه على علي 128
15 45 - من خطبة له عليه السلام في الزهد وتعظيم الله وتصغير أمر الدنيا 152
16 فصل بلاغي في الموازنة والسجع 153
17 نبذ من كلام الحكماء في مدح القناعة وذم الطمع 154
18 46 - من كلام له عليه السلام عن عزمه على المسير إلى الشام 165
19 أدعية على عند خروجه من الكوفة لحرب معاوية 166
20 كلام علي حين نزل بكربلاء 169
21 كلامه لأصحابه وكتبه إلى عماله 171
22 كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية وجوابه عليه 188
23 47 - من كلام له عليه السلام في ذكر الكوفة \ 197
24 فصل في ذكر فضل الكوفة 198
25 48 - من خطبة له عليه السلام عند المسير إلى الشام 200
26 أخبار علي في جيشه وهو في طريقه إلى صفين 202
27 49 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه وتمجيده 216
28 فصول في العلم الإلهي: 217
29 الفصل الأول وهو الكلام على كونه تعالى عالما بالأمور الخفية 218
30 الفصل الثاني في تفسير قوله عليه السلام: " ودلت عليه أعلام الظهور " 221
31 الفصل الثالث في أن هويته تعالى غير هوية البشر 222
32 الفصل الرابع في نفي التشبيه عنه تعالى 223
33 الفصل الخامس في بيان أن الجاحد له مكابر بلسانه ومثبت له بقلبه 238
34 50 - من خطبة له عليه السلام يصف وقوع الفتن 240
35 51 - من كلام له عليه السلام لما غلب أصحاب معاوية أصحابه عليه السلام على شريعة الفرات بصفين ومنعوهم من الماء 244
36 الأشعار الواردة في الإباء والأنف من احتمال الضيم 245
37 أباة الضيم وأخباره 249
38 غلبة معاوية على الماء بصفين ثم غلبة علي عليه بعد ذلك 312
39 52 - من خطبة له في وصف الدنيا ما قيل من الأشعار في ذم الدنيا 335