شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٣ - الصفحة ٢٦٤
قيل لشيخنا أبى عبد الله البصري رحمه الله تعالى: أتجد في النصوص ما يدل على تفضيل علي عليه السلام، بمعنى كثرة الثواب لا بمعنى كثرة مناقبه، فإن ذاك أمر مفروغ منه؟ فذكر حديث الطائر المشوي (1)، وأن المحبة من الله تعالى إرادة الثواب. فقيل له:
قد سبقك الشيخ أبو علي رحمه الله تعالى إلى هذا، فهل تجد غير ذلك قال: نعم قول الله تعالى: (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص)، فإذا كان أصل المحبة لمن ثبت كثبوت البنيان المرصوص، فكل من زاد ثباته، زادت المحبة له، ومعلوم أن عليا عليه السلام ما فر في زحف قط، وفر غيره في غير موطن.
* * * وقال أبو تمام:
السيف أصدق أنباء من الكتب * في حده الحد (2) بين الجد واللعب بيض الصفائح لا سود الصحائف * في متونهن جلاء الشك والريب (3) والعلم في شهب الا رماح لامعة * بين الخميسين لا في السبعة الشهب (4) وقال أبو الطيب المتنبي:
حتى رجعت وأقلامي قوائل لي: * المجد للسيف ليس المجد للقلم (5)

(١) يشير إلى ما رواه الترمذي في باب المناقب (13: 170)، بسنده عن أنس بن مالك، ولفظه:
(كان عند النبي صلى الله عليه وسلم طير فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك، يأكل معي هذا الطير.
فجاء على فأكل معه. وانظر الجزء الأول من هذا الكتاب ص 7 (2) ديوانه 1: 45، من قصيدة يمدح بها المعتصم بالله، ويذكر فتح عمورية، وكان المنجمون قد حكموا أن المعتصم لا يفتح عمورية، وراسلته الروم بأنا نجد في كتبنا أنه لا تفتح مدينتنا إلا وقت إدراك التين والعنب، وبيننا وبين ذلك الوقت شهور يمنعك من المقام فيها الثلج والبرد، فأبى أن ينصرف وأكب عليها ففتحها، فأبطل ما قالوا.
(3) الصفائح: جمع صفيحة، وهي الحديدة العريضة، ويقال للسيف العريض كذلك.
(4) يرد على المنجمين ما حكموا به، لان الظفر كان قبل حكمهم. ويعني بشهب الأرماح أسنتها، ويعني بالسبعة الشهب الطوالع التي أرفعها زحل وأدناها القمر.
(5) ديوانه 4: 159
(٢٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بقية رد المرتضى على ما أرده القاضي عبد الجبار من الدفاع عن عثمان 4
2 ذكر المطاعن التي طعن بها على عثمان والرد عليها 11
3 بيعة جرير بن عبد الله البجلي لعلي 70
4 بيعة الأشعث لعلي 73
5 دعوة علي معاوية إلى البيعة والطاعة ورد معاوية عليه 74
6 أخبار متفرقة 91
7 مفارقة جرير بن عبد الله البجلي لمعاوية 115
8 نسب جرير وبعض أخباره 117
9 44 - ومن كلام له عليه السلام لما هرب مصقلة بن هبيرة الشيباني إلى معاوية 119
10 نسب بنى ناجية 120
11 نسب علي بن الجهم وطائفة من أخباره وشعره 122
12 نسب مصقلة بن هبيرة 127
13 خبر بني ناجية مع علي 127
14 قصة الخريت بن راشد الناجي وخروجه على علي 128
15 45 - من خطبة له عليه السلام في الزهد وتعظيم الله وتصغير أمر الدنيا 152
16 فصل بلاغي في الموازنة والسجع 153
17 نبذ من كلام الحكماء في مدح القناعة وذم الطمع 154
18 46 - من كلام له عليه السلام عن عزمه على المسير إلى الشام 165
19 أدعية على عند خروجه من الكوفة لحرب معاوية 166
20 كلام علي حين نزل بكربلاء 169
21 كلامه لأصحابه وكتبه إلى عماله 171
22 كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية وجوابه عليه 188
23 47 - من كلام له عليه السلام في ذكر الكوفة \ 197
24 فصل في ذكر فضل الكوفة 198
25 48 - من خطبة له عليه السلام عند المسير إلى الشام 200
26 أخبار علي في جيشه وهو في طريقه إلى صفين 202
27 49 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه وتمجيده 216
28 فصول في العلم الإلهي: 217
29 الفصل الأول وهو الكلام على كونه تعالى عالما بالأمور الخفية 218
30 الفصل الثاني في تفسير قوله عليه السلام: " ودلت عليه أعلام الظهور " 221
31 الفصل الثالث في أن هويته تعالى غير هوية البشر 222
32 الفصل الرابع في نفي التشبيه عنه تعالى 223
33 الفصل الخامس في بيان أن الجاحد له مكابر بلسانه ومثبت له بقلبه 238
34 50 - من خطبة له عليه السلام يصف وقوع الفتن 240
35 51 - من كلام له عليه السلام لما غلب أصحاب معاوية أصحابه عليه السلام على شريعة الفرات بصفين ومنعوهم من الماء 244
36 الأشعار الواردة في الإباء والأنف من احتمال الضيم 245
37 أباة الضيم وأخباره 249
38 غلبة معاوية على الماء بصفين ثم غلبة علي عليه بعد ذلك 312
39 52 - من خطبة له في وصف الدنيا ما قيل من الأشعار في ذم الدنيا 335