جميع الأعضاء من أنف وفم وصدر وبطن، واستحييت أن أذكر الفرج، فأومأت بيدي إلى فرجى، فقال: نعم، فقلت أذكر أم أنثى؟ فقال: ذكر.
ويقال: إن ابن خزيمة أشكل عليه القول في أنه: أذكر أم أنثى، فقال له بعض أصحابه: إن هذا مذكور في القرآن، وهو قوله تعالى: ﴿وليس الذكر كالأنثى﴾ (1)، فقال: أفدت وأجدت، وأودعه كتابه.
ودخل إنسان على معاذ بن معاذ يوم عيد، وبين يديه لحم في طبيخ سكباج، فسأله عن البارئ تعالى في جملة ما سأله، فقال: هو والله مثل هذا الذي بين يدي، لحم دم.
وشهد بعض المعتزلة عند معاذ بن معاذ، فقال له: لقد هممت أن أسقطك، لولا أنى سمعتك تلعن حماد بن سلمة، فقال: أما حماد فلم ألعنه، ولكني ألعن من يقول: إنه سبحانه ينزل ليلة عرفة من السماء إلى الأرض على جمل أحمر في هودج من ذهب، فإن كان حماد يروى هذا أو يقوله فعليه لعنة الله. فقال: أخرجوه، فأخرج.
وقال بعضهم: خرجنا يوم عيد إلى المصلى، فإذا جماعة بين يدي أمير (2)، والطبول تضرب والاعلام تخفق فقال واحد من خلفنا: اللهم لا طبل إلا طبلك! فقل له: لا تقل هكذا، فليس لله تعالى طبل، فبكى، وقال: أرأيتم هو يجئ وحده ولا يضرب بين يديه طبل، ولا ينصب على رأسه علم، فإذن هو دون الأمير!
وروى بعضهم أنه تعالى أجرى خيلا، فخلق نفسه من مثلها.
وروى قوم منهم أنه نظر في المرآة فرأى صورة نفسه، فخلق آدم عليها.
ورووا أنه يضحك حتى تبدو نواجذه.