شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٣ - الصفحة ٢٢٥
جميع الأعضاء من أنف وفم وصدر وبطن، واستحييت أن أذكر الفرج، فأومأت بيدي إلى فرجى، فقال: نعم، فقلت أذكر أم أنثى؟ فقال: ذكر.
ويقال: إن ابن خزيمة أشكل عليه القول في أنه: أذكر أم أنثى، فقال له بعض أصحابه: إن هذا مذكور في القرآن، وهو قوله تعالى: ﴿وليس الذكر كالأنثى﴾ (1)، فقال: أفدت وأجدت، وأودعه كتابه.
ودخل إنسان على معاذ بن معاذ يوم عيد، وبين يديه لحم في طبيخ سكباج، فسأله عن البارئ تعالى في جملة ما سأله، فقال: هو والله مثل هذا الذي بين يدي، لحم دم.
وشهد بعض المعتزلة عند معاذ بن معاذ، فقال له: لقد هممت أن أسقطك، لولا أنى سمعتك تلعن حماد بن سلمة، فقال: أما حماد فلم ألعنه، ولكني ألعن من يقول: إنه سبحانه ينزل ليلة عرفة من السماء إلى الأرض على جمل أحمر في هودج من ذهب، فإن كان حماد يروى هذا أو يقوله فعليه لعنة الله. فقال: أخرجوه، فأخرج.
وقال بعضهم: خرجنا يوم عيد إلى المصلى، فإذا جماعة بين يدي أمير (2)، والطبول تضرب والاعلام تخفق فقال واحد من خلفنا: اللهم لا طبل إلا طبلك! فقل له: لا تقل هكذا، فليس لله تعالى طبل، فبكى، وقال: أرأيتم هو يجئ وحده ولا يضرب بين يديه طبل، ولا ينصب على رأسه علم، فإذن هو دون الأمير!
وروى بعضهم أنه تعالى أجرى خيلا، فخلق نفسه من مثلها.
وروى قوم منهم أنه نظر في المرآة فرأى صورة نفسه، فخلق آدم عليها.
ورووا أنه يضحك حتى تبدو نواجذه.

(١) سورة آل عمران ٣٦ (2) ب (أمير المؤمنين)، والأجود ما أثبته عن ا، ج.
(15 - مهج - 3)
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بقية رد المرتضى على ما أرده القاضي عبد الجبار من الدفاع عن عثمان 4
2 ذكر المطاعن التي طعن بها على عثمان والرد عليها 11
3 بيعة جرير بن عبد الله البجلي لعلي 70
4 بيعة الأشعث لعلي 73
5 دعوة علي معاوية إلى البيعة والطاعة ورد معاوية عليه 74
6 أخبار متفرقة 91
7 مفارقة جرير بن عبد الله البجلي لمعاوية 115
8 نسب جرير وبعض أخباره 117
9 44 - ومن كلام له عليه السلام لما هرب مصقلة بن هبيرة الشيباني إلى معاوية 119
10 نسب بنى ناجية 120
11 نسب علي بن الجهم وطائفة من أخباره وشعره 122
12 نسب مصقلة بن هبيرة 127
13 خبر بني ناجية مع علي 127
14 قصة الخريت بن راشد الناجي وخروجه على علي 128
15 45 - من خطبة له عليه السلام في الزهد وتعظيم الله وتصغير أمر الدنيا 152
16 فصل بلاغي في الموازنة والسجع 153
17 نبذ من كلام الحكماء في مدح القناعة وذم الطمع 154
18 46 - من كلام له عليه السلام عن عزمه على المسير إلى الشام 165
19 أدعية على عند خروجه من الكوفة لحرب معاوية 166
20 كلام علي حين نزل بكربلاء 169
21 كلامه لأصحابه وكتبه إلى عماله 171
22 كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية وجوابه عليه 188
23 47 - من كلام له عليه السلام في ذكر الكوفة \ 197
24 فصل في ذكر فضل الكوفة 198
25 48 - من خطبة له عليه السلام عند المسير إلى الشام 200
26 أخبار علي في جيشه وهو في طريقه إلى صفين 202
27 49 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه وتمجيده 216
28 فصول في العلم الإلهي: 217
29 الفصل الأول وهو الكلام على كونه تعالى عالما بالأمور الخفية 218
30 الفصل الثاني في تفسير قوله عليه السلام: " ودلت عليه أعلام الظهور " 221
31 الفصل الثالث في أن هويته تعالى غير هوية البشر 222
32 الفصل الرابع في نفي التشبيه عنه تعالى 223
33 الفصل الخامس في بيان أن الجاحد له مكابر بلسانه ومثبت له بقلبه 238
34 50 - من خطبة له عليه السلام يصف وقوع الفتن 240
35 51 - من كلام له عليه السلام لما غلب أصحاب معاوية أصحابه عليه السلام على شريعة الفرات بصفين ومنعوهم من الماء 244
36 الأشعار الواردة في الإباء والأنف من احتمال الضيم 245
37 أباة الضيم وأخباره 249
38 غلبة معاوية على الماء بصفين ثم غلبة علي عليه بعد ذلك 312
39 52 - من خطبة له في وصف الدنيا ما قيل من الأشعار في ذم الدنيا 335