شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٣ - الصفحة ١٤٩
اختلفت في المرتدين من بنى ناجية، فالرواية الأولى التي رواها محمد بن عبد الله عثمان، عن نصر بن مزاحم، تتضمن أن الأمير الذي من قبل علي عليه السلام قتل مقاتله المرتدين منهم بعد امتناعهم من العود إلى الاسلام، وسبى ذراريهم، فقدم بها على علي عليه السلام، فعلى هذه الرواية يكون الذين اشتراهم مصقلة ذراري أهل الردة.
والرواية الثانية التي رواها محمد بن عبد الله، عن ابن أبي سيف، تتضمن أن معقل بن قيس، الأمير من قبل علي عليه السلام لم يقتل من المرتدين من بنى ناجية إلا رجلا واحدا، وأما الباقون فرجعوا إلى الاسلام، والاسترقاق إنما كان للنصارى الذين ساعدوا في الحرب وشهروا السيف على جيش الامام، وليسوا مرتدين، بل نصارى في الأصل، وهم الذين اشتراهم مصقلة.
فإن كانت الرواية الأولى هي الصحيحة ففيها إشكال، لان المرتدين لا يجوز عند الفقهاء استرقاقهم، ولا أعرف خلافا في هذه المسألة، ولا أظن الامامية أيضا (1) تخالف فيها، وإنما ذهب أبو حنيفة إلى أن المرأة المرتدة إذا لحقت بدار الحرب جاز استرقاقها، وسائر الفقهاء على خلافة، ولم يختلفوا في أن الذكور البالغين من المرتدين لا يجوز استرقاقهم، فلا أعلم كيف وقع استرقاق المرتدين من بنى ناجية على هذه الرواية! على أنى أرى أن الرواية المذكورة لم يصرح فيها باسترقاقهم، ولا بأنهم بيعوا على مصقلة، لان لفظ الراوي:
(فأبوا، فقتل مقاتلتهم وسبى ذراريهم فقدم بهم على علي عليه السلام)، وليس في الرواية ذكر استرقاقهم ولا بيعهم على مصقلة، بل فيها ما ينافي بيعهم على مصقلة، وهو قوله: (فقدم بهم على علي عليه السلام)، فإن مصقلة ابتاع السبي من الطريق في أردشير خرة قبل قدومه على علي عليه السلام، ولفظ الخبر: (فقدم بهم على علي عليه السلام).
وإنما يبقى الاشكال على هذه الرواية أن يقال: إذا كان قد قدم بهم على علي عليه

(1) ساقطة من ج.
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بقية رد المرتضى على ما أرده القاضي عبد الجبار من الدفاع عن عثمان 4
2 ذكر المطاعن التي طعن بها على عثمان والرد عليها 11
3 بيعة جرير بن عبد الله البجلي لعلي 70
4 بيعة الأشعث لعلي 73
5 دعوة علي معاوية إلى البيعة والطاعة ورد معاوية عليه 74
6 أخبار متفرقة 91
7 مفارقة جرير بن عبد الله البجلي لمعاوية 115
8 نسب جرير وبعض أخباره 117
9 44 - ومن كلام له عليه السلام لما هرب مصقلة بن هبيرة الشيباني إلى معاوية 119
10 نسب بنى ناجية 120
11 نسب علي بن الجهم وطائفة من أخباره وشعره 122
12 نسب مصقلة بن هبيرة 127
13 خبر بني ناجية مع علي 127
14 قصة الخريت بن راشد الناجي وخروجه على علي 128
15 45 - من خطبة له عليه السلام في الزهد وتعظيم الله وتصغير أمر الدنيا 152
16 فصل بلاغي في الموازنة والسجع 153
17 نبذ من كلام الحكماء في مدح القناعة وذم الطمع 154
18 46 - من كلام له عليه السلام عن عزمه على المسير إلى الشام 165
19 أدعية على عند خروجه من الكوفة لحرب معاوية 166
20 كلام علي حين نزل بكربلاء 169
21 كلامه لأصحابه وكتبه إلى عماله 171
22 كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية وجوابه عليه 188
23 47 - من كلام له عليه السلام في ذكر الكوفة \ 197
24 فصل في ذكر فضل الكوفة 198
25 48 - من خطبة له عليه السلام عند المسير إلى الشام 200
26 أخبار علي في جيشه وهو في طريقه إلى صفين 202
27 49 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه وتمجيده 216
28 فصول في العلم الإلهي: 217
29 الفصل الأول وهو الكلام على كونه تعالى عالما بالأمور الخفية 218
30 الفصل الثاني في تفسير قوله عليه السلام: " ودلت عليه أعلام الظهور " 221
31 الفصل الثالث في أن هويته تعالى غير هوية البشر 222
32 الفصل الرابع في نفي التشبيه عنه تعالى 223
33 الفصل الخامس في بيان أن الجاحد له مكابر بلسانه ومثبت له بقلبه 238
34 50 - من خطبة له عليه السلام يصف وقوع الفتن 240
35 51 - من كلام له عليه السلام لما غلب أصحاب معاوية أصحابه عليه السلام على شريعة الفرات بصفين ومنعوهم من الماء 244
36 الأشعار الواردة في الإباء والأنف من احتمال الضيم 245
37 أباة الضيم وأخباره 249
38 غلبة معاوية على الماء بصفين ثم غلبة علي عليه بعد ذلك 312
39 52 - من خطبة له في وصف الدنيا ما قيل من الأشعار في ذم الدنيا 335