شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٣ - الصفحة ١٣٨
ثم قام فخرج، وخرجنا معه، حتى نزل الأهواز، فأقمنا ننتظر بعث البصرة، فأبطأ علينا، فقام معقل فقال: أيها الناس، إنا قد انتظرنا أهل البصرة، و قد أبطئوا علينا، وليس بنا بحمد الله قلة ولا وحشة إلى الناس، فسيروا بنا إلى هذا العدو القليل الذليل، فإني أرجو أن ينصركم الله ويهلكهم. فقام إليه أخي كعب بن قعين فقال: أصبت إن شاء الله رأينا رأيك، وإني لأرجو أن ينصرنا الله عليهم، وإن كانت الأخرى، فإن في الموت على الحق لتعزية عن الدنيا. فقال: سيروا على بركة الله. فسرنا، فوالله ما زال معقل بن قيس لي ولأخي مكرما وادا، ما يعدل بنا أحدا من الجند، ولا يزال يقول لأخي:
كيف قلت: إن في الموت على الحق لتعزية عن الدنيا! صدقت والله وأحسنت، ووفقت وفقك الله! قال: فوالله ما سرنا يوما، وإذا بفيج (1) يشتد بصحيفة في يده.
من عبد الله بن عباس إلى معقل بن قيس، أما بعد، فإن أدركك رسولي بالمكان الذي كنت مقيما به، أو أدركك وقد شخصت منه، فلا تبرحن من المكان الذي ينتهى إليك رسولي وأنت فيه، حتى يقدم عليك بعثنا الذي وجهناه إليك، فقد وجهت إليك خالد بن معدان الطائي، وهو من أهل الدين والصلاح والنجدة، فاسمع منه واعرف ذلك له إن شاء الله. والسلام.
قال: فقرأه معقل بن قيس على أصحابه. فسروا به، وحمدوا الله، وقد كان ذلك الوجه هالهم. وأقمنا حتى قدم علينا خالد بن معدان الطائي، وجاءنا حتى دخل على صاحبنا، فسلم عليه بالإمرة، واجتمعنا جميعا في عسكر واحد، ثم خرجنا إلى الناجي وأصحابه، فأخذوا يرتفعون نحو جبال رامهرمز، يريدون قلعة حصينة، وجاءنا أهل البلد فأخبرونا بذلك، فخرجنا في آثارهم فلحقناهم، وقد دنوا من الجبل، فصففنا لهم، ثم أقبلنا نحوهم، فجعل معقل على ميمنته يزيد بن المعقل الأزدي، وعلى ميسرته منجاب بن راشد الضبي، ووقف

(1) انظر الحاشية 1 ص 131 من هذا الجزء.
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بقية رد المرتضى على ما أرده القاضي عبد الجبار من الدفاع عن عثمان 4
2 ذكر المطاعن التي طعن بها على عثمان والرد عليها 11
3 بيعة جرير بن عبد الله البجلي لعلي 70
4 بيعة الأشعث لعلي 73
5 دعوة علي معاوية إلى البيعة والطاعة ورد معاوية عليه 74
6 أخبار متفرقة 91
7 مفارقة جرير بن عبد الله البجلي لمعاوية 115
8 نسب جرير وبعض أخباره 117
9 44 - ومن كلام له عليه السلام لما هرب مصقلة بن هبيرة الشيباني إلى معاوية 119
10 نسب بنى ناجية 120
11 نسب علي بن الجهم وطائفة من أخباره وشعره 122
12 نسب مصقلة بن هبيرة 127
13 خبر بني ناجية مع علي 127
14 قصة الخريت بن راشد الناجي وخروجه على علي 128
15 45 - من خطبة له عليه السلام في الزهد وتعظيم الله وتصغير أمر الدنيا 152
16 فصل بلاغي في الموازنة والسجع 153
17 نبذ من كلام الحكماء في مدح القناعة وذم الطمع 154
18 46 - من كلام له عليه السلام عن عزمه على المسير إلى الشام 165
19 أدعية على عند خروجه من الكوفة لحرب معاوية 166
20 كلام علي حين نزل بكربلاء 169
21 كلامه لأصحابه وكتبه إلى عماله 171
22 كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية وجوابه عليه 188
23 47 - من كلام له عليه السلام في ذكر الكوفة \ 197
24 فصل في ذكر فضل الكوفة 198
25 48 - من خطبة له عليه السلام عند المسير إلى الشام 200
26 أخبار علي في جيشه وهو في طريقه إلى صفين 202
27 49 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه وتمجيده 216
28 فصول في العلم الإلهي: 217
29 الفصل الأول وهو الكلام على كونه تعالى عالما بالأمور الخفية 218
30 الفصل الثاني في تفسير قوله عليه السلام: " ودلت عليه أعلام الظهور " 221
31 الفصل الثالث في أن هويته تعالى غير هوية البشر 222
32 الفصل الرابع في نفي التشبيه عنه تعالى 223
33 الفصل الخامس في بيان أن الجاحد له مكابر بلسانه ومثبت له بقلبه 238
34 50 - من خطبة له عليه السلام يصف وقوع الفتن 240
35 51 - من كلام له عليه السلام لما غلب أصحاب معاوية أصحابه عليه السلام على شريعة الفرات بصفين ومنعوهم من الماء 244
36 الأشعار الواردة في الإباء والأنف من احتمال الضيم 245
37 أباة الضيم وأخباره 249
38 غلبة معاوية على الماء بصفين ثم غلبة علي عليه بعد ذلك 312
39 52 - من خطبة له في وصف الدنيا ما قيل من الأشعار في ذم الدنيا 335