فأدخلوا إليه رجلا من قريش، فقال له: إن رسول الله صلى الله عليه استغفر لك يوم كذا، فلن تقارف دما حراما. فرجع عنه.
فدخل عليه محمد بن أبي بكر، فقال له عثمان: ويحك! أعلى الله تغضب! هل لي إليك جرم إلا أني أخذت حق الله منك؟ فأخذ محمد بلحيته، وقال: أخزاك الله يا نعثل (1)!
قال: لست بنعثل، ولكني عثمان وأمير المؤمنين، فقال: ما أغنى عنك معاوية وفلان وفلان، فقال عثمان: يا بن أخي، دعها من يدك، فما كان أبوك ليقبض عليها، فقال: لو عملت ما عملت في حياة أبي لقبض عليها، والذي أريد بك أشد من قبضي عليها، فقال:
أستنصر الله عليك، وأستعين به، فتركه وخرج.
وقيل: بل طعن جبينه بمشقص (2) كان في يده، فثار سودان بن حمران، وأبو حرب الغافقي، وقتيرة بن وهب السكسكي، فضربه الغافقي بعمود كان في يده، وضرب المصحف برجله، وكان في حجره، فنزل بين يديه وسال عليه الدم، وجاء سودان ليضربه بالسيف، فأكبت عليه امرأته نائلة بنت الفرافصة (3) الكلبية، واتقت السيف بيدها وهي تصرخ، فنفح أصابعها فأطنها (4)، فولت، فغمز بعضهم أوراكها، وقال: إنها لكبيرة العجز، وضرب سودان عثمان فقتله.
وقيل: بل قتله كنانة بن بشر التجيبي وقيل: بل قتيرة بن وهب. ودخل غلمان عثمان ومواليه، فضرب أحدهم عنق سودان فقتله، فوثب قتيرة بن وهب على ذلك الغلام