ومن كلام له (ع)، وقد أشار عليه أصحابه بالاستعداد لحرب أهل الشام، بعد إرساله إلى معاوية بجرير بن عبد الله البجلي:
إن استعدادي لحرب أهل الشام وجرير عندهم، إغلاق للشام، وصرف لأهله عن خير إن أرادوه، ولكن قد وقت لجرير وقتا لا يقيم بعده إلا مخدوعا أو عاصيا والرأي مع الأناة فأرودوا، ولا أكره لكم الاعداد ولقد ضربت أنف هذا الامر وعينه، وقلبت ظهره وبطنه، فلم أر فيه (1) إلا القتال أو الكفر (2 بما جاء به محمد (ص) 2).
إنه قد كان على الأمة وال أحدث أحداثا، وأوجد الناس (3) مقالا فقالوا، ثم نقموا فغيروا أرودوا، أي ارفقوا، أرود في السير إروادا، أي سار برفق، والأناة: التثبت والتأني ونهيه لهم عن الاستعداد، وقوله بعد: ولا أكره لكم الاعداد غير متناقض، لأنه كره منهم إظهار الاستعداد والجهر به، ولم يكره الاعداد في السر، وعلى وجه الخفاء