ببعض الأطراف، وكثرت الأصوات واللغط، فقام علي فأخرج أهل مصر معه، وخرج إلى منزله.
* * * قال أبو جعفر: وكتب عثمان إلى معاوية وابن عامر وأمراء الأجناد، يستنجدهم، ويأمر بالعجل والبدار وإرسال الجنود إليه، فتربص به معاوية، فقام في أهل الشام يزيد بن أسد القسري جد خالد بن عبد الله بن يزيد أمير العراق، فتبعه خلق كثير، فسار بهم إلى عثمان، فلما كانوا بوادي القرى، بلغهم قتل عثمان، فرجعوا.
وقيل: بل أشخص معاوية من الشام حبيب بن مسلمة الفهري، وسار من البصرة مجاشع بن مسعود السلمي، فلما وصلوا الربذة (1)، ونزلت مقدمتهم الموضع المسمى صرارا (2) بناحية المدينة، أتاهم قتل عثمان، فرجعوا. وكان عثمان قد استشار نصحاءه في أمره، فأشاروا أن يرسل إلى علي عليه السلام، يطلب إليه أن يرد الناس و يعطيهم ما يرضيهم ليطاولهم، حتى تأتيه الامداد، فقال: إنهم لا يقبلون التعليل، وقد كان مني في المرة الأولى ما كان. فقال مروان: أعطهم ما سألوك وطاولهم ما طاولوك، فإنهم قوم قد بغوا عليك، ولا عهد لهم.
فدعا عليا عليه السلام، وقال له: قد ترى ما كان من الناس، ولست آمنهم على دمي، فارددهم عني، فإني أعطيهم ما يريدون من الحق من نفسي ومن غيري.
فقال علي: إن الناس إلى عدلك أحوج منهم إلى قتلك، وإنهم لا يرضون إلا بالرضا