فقال: يا أحمد إن الله عز وجل أرسلني إليك إكراما لك وتفضيلا لك وخاصة لك أسألك عما هو أعلم به منك، يقول: كيف تجدك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجدني يا جبريل مغموما وأجدني يا جبريل مكروبا، قال: وأستأذن ملك الموت عليه السلام على الباب، فقال جبريل عليه السلام: يا أحمد هذا ملك الموت يستأذن عليك، ما استأذن على آدمي قبلك ولا يستأذن على آدمي بعدك، فقال: إئذن له، فأذن له جبريل عليه السلام، فأقبل حتى وقف بين يديه فقال: يا أحمد إن الله عز وجل أرسلني إليك وأمرني أن أطيعك فيما أمرتني به، إن أمرتني أن أقبض نفسك قبضتها، وإن كرهت تركتها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتفعل يا ملك الموت؟ قال: نعم وبذلك أمرت أن أطيعك فيما أمرتني به، فقال له جبريل عليه السلام: يا أحمد إن الله عز وجل قد اشتاق لقائك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
امض لما أمرت به، فقال له جبريل عليه السلام: هذا آخر وطأتي الأرض، إنما كنت حاجتي من الدنيا، قال: فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءت التعزية جاء آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كل نفس ذائقة الموت، إن في الله عز وجل عزاء من كل مصيبة، وخلفا من كل هالك، ودركا من كل ما فات، بالله فثقوا وإياه فارجوا فإن المصاب من حرم الثواب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
[1221] - حدثنا محمد بن علي الصائغ المكي، ثنا محمد بن عبيد بن حساب، ثنا أبو بكر بن شعيب بن الحبحاب، قال: كتب شعيب بن الحبحاب إلى أبي صادق يعزيه على ابن له فقال له: فيما يقول أعلم أنه من لم يقل في المصيبة ما قال الله عز وجل كان الذي رزي من الله عز وجل أكثر مما رزي من مصيبته فاعلم ذاك أجزاك الله وأعقبك عقبى تنفعك، والسلام.
[1222] - حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: قلنا لعبد الرزاق: كيف يعزى؟ قال: بلغني عن الحسن أنه مر بأهل بيت فوقف عليهم، فقال: عظم الله عز وجل أجركم، وغفر لصاحبكم، ثم مضى ولم يقعد، فقيل له: ومن يعزى؟ قال يعزى كل حزين فقد يكون الرجل يحزن على صاحبه وأخيه أشد من جزع أهله عليه.