أوصيكم بتقوى الله، وأوصي الله عز وجل بكم وأستخلفه عليكم إني لكم منه نذير مبين، لا تعلوا على الله عز وجل في عباده وبلاده، فإن الله عز وجل قال لي ولكم: * (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين) * [القصص: 28] وقال: * (أليس في جهنم مثوى للمتكبرين) * [الزمر: 60]، ثم قال: قد دنا الأجل والمنقلب إلى الله عز وجل وإلى سدرة المنتهى وإلى جنة المأوى وإلى الرفيق الأعلى، والكأس الأوفى، والحظ والعيش المهني، قلنا فمن يغسلك يا رسول الله، قال: رجال أهل بيتي الأدنى فالأدنى، قلنا:
وكيف نكفنك، قال: في ثيابي هذه إن شئتم أو في حلة يمانية أو في بياض مصر، قلنا: فمن يصلي عليك منا فبكينا وبكى عليه السلام، ثم قال: مهلا غفر الله لكم. وجزاكم عن نبيكم خيرا، إذا غسلتموني وكفنتموني فضعوني على سريري في بيتي هذا على شفير قبري، ثم أخرجوا عني ساعة، فإن أول من يصلي علي جليسي وخليلي جبريل ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم ملك الموت مع جنوده عليهم السلام، ثم ادخلوا علي فوجا فوجا فصلوا علي وسلموا تسليما، ولا تؤذوني بتزكية؟؟ ولا ضجة ولا رنة وليبدأ بالصلاة علي رجال أهل بيتي ونساؤهم ثم أنتم ثم اقرؤوا عني السلام كثيرا، من غاب من أصحابي فإني قد سلمت على من تابعني على ديني إلى يوم القيامة، قلنا فمن يدخلك في قبرك يا رسول الله قال: أهلي مع ملائكة كثير يرونكم من حيث لا ترونهم. واللفظ لمحمد بن أبان البلخي.
[1220] - حدثنا إسحاق بن أحمد الخزاعي والعباس بن حمدان قالا: ثنا عبد الجبار بن العلاء، ثنا عبد الله بن ميمون القداح، ثنا جعفر بن محمد عن أبيه، عن علي بن الحسين، ودخل عليه رجلان من قريش، فقال: ألا أخبركما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا بلى قال: سمعت أبي رحمه الله قال: لما كان قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام هبط جبريل عليه السلام فقال: يا أحمد إن الله عز وجل أرسلني إليك إكراما وتفضيلا لك وخاصة لك أسألك عما هو أعلم به منك يقول: كيف تجدك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أجدني يا جبريل مغموما، وأجدني يا جبريل مكروبا، فلما كان اليوم الثالث هبط جبريل عليه السلام، وهبط ملك الموت عليه السلام، وهبط معهما ملك في الهواء، يقال له إسماعيل على سبع ألف ملك ليس فيهم ملك إلا على سبعين ألف ملك يشيعهم جبريل عليه السلام