اختيارهما، ثم اختيار أبي بكر لعمر للخلافة وقبول جل الناس خلافته، ثم اختيار عبد الرحمان بن عوف واثنين من أهل الشورى خلافة عثمان ثم امضاء أكثر المسلمين ما اختاره عبد الرحمان لأنه كان بوصية الخليفة الثاني - فالظاهر مما تقدم في ترجمة أبي المقدام عن الكشي والنوبختي (رحمهما الله) انه من المذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، الا أن يحمل ما نقل عنه من خلطه ولاية علي (ع) بولاية الشيخين على التقية، لأن عصره كان عصر استيلاء أولياء الرجلين وهم كانوا يقتلون أولياء أمير المؤمنين (ع) بأدنى شبهة، بل قتلوا كثيرا من الصلحاء بلا مستمسك ظاهر فضلا عن المستمسك الخيالي أو الواقعي وكذا ما في الاخبار من احتجاج الإمام الباقر والإمام الصادق عليهما السلام، عليه وعلى حكم بن عتيبة والثوري وأمثالهم، يدل جليا على انحرافه عن طريقة الأئمة المعصومين (ع) الا أن يفصل ويقال - بناء على كون مسمى بهذا الاسم رجلين -:
ان من عاصر أمير المؤمنين (ع) كان مستقيم العقيدة، صحيح الباطن والسجية، وأما الذي كان في عصر الباقرين (ع) فهو كان على طريقة القوم، ولذا وبخه ولامه الإمام الصادق (ع) في احتجاجاته معهم، الا أن يقول قائل ان اللوم والتوبيخ غير راجع إلى العقيدة بل اللوم والتقريع على أخذهم مباني الفروع والاحكام العملية من القائلين بالقياس ولا عاملين بالآراء من دون مراجعة إلى أوعية علم الله، وتراجمة وحي الله، وهداة الدين ودعاة الصواب واليقين، والحاصل ان ترجمة الرجل من حيث التعدد والعقيدة، غير واضحة لي، وما أمكنتني الفرصة لاستفراغ الوسع وبذل الجهد لتبيين حاله، وجهالته - حتى بعد اعمال الطاقة - غير مضر لقبول