كذلك إذ أقبلت رايات من ناحية خراسان تطوى المنازل طيا حثيثا ومعهم نفر من أصحاب القائم، وخرج رجل من موالي أهل الكوفة فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة ويبعث السفياني بعثا إلى المدينة فينفر المهدي منها إلى مكة فبلغ أمير جيش السفياني أن المهدي قد خرج من المدينة فيبعث جيشا على أثره فلا يدركه حتى يدخل مكة، خائفا يترقب على سنة موسى ابن عمران عليه السلام وينزل أمير جيش السفياني البيداء فينادي مناد.
يا بيداء أبيدي القوم فينخسف بهم البيداء فلا يفلت منهم الا ثلاثة بحول الله وجوههم في أقفيتهم وهم من كلب، وفيهم نزلت هذه الآية: (يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها) الآية (16) قال: والقائم يومئذ بمكة قد أسند ظهره إلى البيت الحرام مستجيرا به ينادي: يا أيها الناس انا نستنصر الله ومن أجابنا من الناس، فانا أهل بيت نبيكم، ونحن أولى الناس بالله وبمحمد صلى الله عليه وآله، فمن حاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم، ومن حاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح، ومن حاجني في إبراهيم فانا أولى الناس بإبراهيم عليه السلام، ومن حاجني في محمد صلى الله عليه وآله فأنا أولى الناس بمحمد صلى الله عليه وآله، ومن حاجني في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين، أليس الله يقول في محكم كتابه: (ان الله اصطفى ادم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) (17) فأنا بقية من آدم و [ذ] خيرة من نوح، ومصطفى من إبراهيم وصفوة من محمد صلى الله عليه وآله، ألا ومن حاجني في كتاب الله فأنا أولى بكتاب الله، ألا ومن حاجني في سنة رسول الله وسيرته فأنا أولى الناس بسنة رسول الله وسيرته، فأنشد الله من سمع