ومن عهد له عليه السلام إلى بعض عماله وقد بعثه على الصدقة آمره بتقوى الله في سرائر أمره وخفيات عمله، حيث لا شاهد غيره، ولا وكيل دونه.
وآمره أن لا يعمل بشئ من طاعة الله فيما ظهر، فيخالف إلى غيره فيما أسر ومن لم يختلف سره وعلانيته، وفعله ومقالته فقد أدى الأمانة، وأخلص العبادة.
وآمره أن لا يجبههم ولا يعضههم (1) ولا يرغب عنهم تفضلا بالإمارة عليهم، فإنهم الإخوان في الدين، والأعوان على استخراج الحقوق.
وإن لك في هذه الصدقة نصيبا مفروضا، وحقا معلوما، وشركاء أهل مسكنة، وضعفاء ذوي فاقة، وإنا موفوك حقك