ابن أبي طالب حين سار إلى الخوارج، فقال علي: يا أيها الناس سمعت رسول الله (ص) يقول: يخرج قوم من أمتي يقرؤن القرآن ليس قرآنكم إلى قرآنهم بشئ، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشئ ولا صيامكم إلى صيامهم بشئ، يقرؤن القرآن (و) ويحسبون انه لهم وهو عليهم، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، لو يعلم الجيش الذي يصيبونهم ما قضى الله لهم على لسان نبيهم (ص) لنكلوا عن العمل وآية ذلك أن فيهم رجلا له عضد وليس له ذراع، على رأس عضده مثل حلمة الثدي، عليه شعرات بيض (26) تذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم، والله اني لأرجو أن يكون هؤلاء القوم، فإنهم سفكوا الدم الحرام، وأغاروا على سرح أناس فسيروا على اسم الله. (27) قال سلمة بن كهيل: فنزلت أنا وزيد بن وهب منزلا حتى (28) وقال:
مر الناس على قنطرة ثم رحنا معهم فلما التقينا مع الخوارج وكان عليهم يومئذ عبد الله بن وهب الراسبي، فقال لنا علي: ألقوا الرماح وسلوا سيوفكم من جفونها فاني أخاف عليكم أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء فترجعوا (29) فوحشوا برماحهم (30) وسلوا السيوف وحملوا عليهم فقتل بعضهم على بعض