- 14 - ومن كتاب له عليه السلام كتبه من الربذة إلى عثمان بن حنيف الأنصاري (ره) لما بلغه (ع) مشارفة طلحة والزبير وعائشة ومن معهم البصرة.
من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى عثمان ابن حنيف.
أما بعد فإن البغاة عاهدوا الله ثم نكثوا وتوجهوا إلي مصرك، وساقهم الشيطان لطلب ما لا يرضى الله به، والله أشد بأسا وأشد تنكيلا.
فإذا قدموا عليك فادعهم إلى الطاعة والرجوع إلى الوفاء بالعهد والميثاق الذي فارقونا عليه، فإن أجابوا فأحسن جوارهم ما داموا عندك، وإن أبوا إلا التمسك بحبل النكث والخلاف فناجزهم القتال حتى يحكم الله بينك وبينهم وهو خير الحاكمين، وكتبت كتابي هذا إليك من الربذة، وأنا معجل المسير إليك إن شاء الله.
شرح المختار (173) من خطب نهج البلاغة من ابن أبي الحديد: ج 9 ص 312.