ورفع بها صوته ليسمع أصحابه: والله لأقتلن معاوية وأصحابه ثم يقول في آخر قوله إن شاء الله يخفض بها صوته وكنت قريبا منه فقلت: يا أمير المؤمنين أنك حلفت على ما فعلت ثم استثنيت فما أردت بذلك؟ فقال لي: إن الحرب خدعة وأنا عند المؤمنين غير كذوب فأردت أن احرض أصحابي عليهم كيلا يفشلوا وكي يطمعوا فيهم فأفقههم ينتفع بها بعد اليوم إن شاء الله واعلم أن الله جل ثناؤه قال لموسى (عليه السلام) حيث أرسله إلى فرعون ﴿فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى﴾ (1) وقد علم انه لا يتذكر ولا يخشى ولكن ليكون ذلك أحرص لموسى (عليه السلام) على الذهاب (2).
[3127] 4 - علي بن إبراهيم، عن هارون، عن ابن صدقة، عن رجل من ولد عدي بن حاتم، عن أبيه، عن جده عدي بن حاتم وكان مع علي صلوات الله عليه في حروبه أن عليا (عليه السلام) قال ليلة الهرير بصفين حين التقى مع معاوية رافعا صوته يسمع أصحابه:
لأقتلن معاوية وأصحابه ثم قال في آخر قوله انشاء الله يخفض به صوته وكنت منه قريبا فقلت: يا أمير المؤمنين انك حلفت على ما قلت ثم استثنيت فما أردت بذلك؟
فقال (عليه السلام): إن الحرب خدعة وأنا عند أصحابي صدوق فأردت أن أطمع أصحابي في قولي كيلا يفشلوا ولا يفروا فافهم فإنك تنفع بها بعد إن شاء الله (3).
[3128] 5 - الحميري، بهذا الإسناد عن علي (عليه السلام) أنه قال: الحرب خدعة إذا حدثتكم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حديثا فوالله لئن أخر من السماء أو تخطفني الطير أحب إلي من أن أكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإذا حدثتكم عني فإنما الحرب خدعة فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بلغه أن بني قريظة بعثوا إلى أبي سفيان أنكم إذا التقيتم أنتم ومحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أمددناكم وأعناكم فقام النبي (عليه السلام) فخطبنا فقال: إن بني قريظة بعثوا إلينا