المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا منتهى كل نجوى، ويا غاية كل شكوى، يا عون كل مستعين، يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها، يا رباه عشر مرات، يا سيداه عشر مرات، يا مولاه عشر مرات، يا غايتاه عشر مرات، يا منتهى رغبتاه عشر مرات، أسألك بحق هذه الأسماء، وبحق محمد وآله الطاهرين إلا ما كشفت كربي، ونفست همي، وفرجت غمي، وأصلحت حالي. وتدعو بعد ذلك بما شئت وتسأل حاجتك، ثم تضع خدك الأيمن على الأرض وتقول مائة مرة في سجودك يا محمد يا علي يا علي يا محمد اكفياني وانصراني فإنكما ناصراي. ولتضع خدك الأيسر على الأرض وتقول مائة مرة أدركني، وتكررها كثيرا، وتقول الغوث الغوث، حتى ينقطع نفسك وترفع رأسك فإن الله بكرمه يقضي حاجتك إن شاء الله تعالى، فلما اشتغلت بالصلاة والدعاء خرج فلما فرغت خرجت لابن جعفر لأسأله عن الرجل وكيف قد دخل، فرأيت الأبواب على حالها مغلقة مقفلة، فعجبت من ذلك وقلت لعل بابا هنا ولم أعلم، فأنبهت ابن جعفر فخرج إلي من بيت الزيت، فسألته عن الرجل ودخوله فقال الأبواب مقفلة كما ترى ما فتحتها، فحدثته بالحديث فقال: هذا مولانا صاحب الزمان، وقد شاهدته مرارا في مثل هذه الليلة عند خلوها من الناس، فتأسفت على ما فاتني منه، وخرجت عند قرب الفجر، وقصدت الكرخ إلى الموضع الذي كنت مستترا فيه فما أضحى النهار إلا وأصحاب ابن الصالحان يلتمسون لقائي، ويسألون عني أصدقائي ومعهم أمان من الوزير ورقعة بخطه فيها كل جميل، فحضرت مع ثقة من أصدقائي عنده فقام والتزمني وعاملني بما لم أعهده منه وقال انتهت بك الحال إلى أن تشكوني إلى صاحب الزمان، فقلت قد كان مني دعاء ومسألة، فقال ويحك رأيت البارحة مولاي صاحب الزمان في النوم يعني ليلة الجمعة وهو يأمرني بكل جميل، ويجفو علي في ذلك جفوة خفتها، فقلت لا إله إلا الله أشهد أنهم الحق ومنتهى الصدق، رأيت البارحة مولانا في اليقظة وقال لي كذا وكذا وشرحت ما رأيته في المشهد فعجب من ذلك، وجرت منه أمور عظام حسان في هذا المعنى، وبلغت منه غاية ما لم أظنه ببركة مولانا صاحب
(٤٤٩)