الله عليهم ولعنهم ولهم الخزي في الدنيا والآخرة ولهم عذاب أليم، وأمرني أن لا أسكن من الجبال إلا وعرها، ومن البلاد إلا عفرها، والله مولاكم أظهر التقية فوكلها بي فأنا في التقية إلى يوم يؤذن لي فأخرج، فقلت يا سيدي متى يكون هذا الامر؟ فقال إذا حيل بينكم وبين سبيل الكعبة واجتمع الشمس والقمر واستدار بهما الكواكب والنجوم، فقلت متى يا بن رسول الله؟ فقال لي: في سنة كذا وكذا تخرج دابة الأرض من بين الصفا والمروة، ومعه عصا موسى وخاتم سليمان، يسوق الناس إلى المحشر، قال: فأقمت عنده أياما وأذن لي بالخروج بعد أن استقصيت لنفسي وخرجت نحو منزلي، والله لقد سرت من مكة إلى الكوفة ومعي غلام يخدمني فلم أر إلا خيرا وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما.
*: دلائل الإمامة: ص 296 - وروى أبو عبد الله محمد بن سهل الجلودي، قال حدثنا أبو الخير أحمد بن محمد بن جعفر الطائي الكوفي في مسجد أبي إبراهيم موسى بن جعفر، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن يحيى الحارثي قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي قال:
خرجت في بعض السنين حاجا إذ دخلت المدينة وأقمت بها أياما أسأل واستبحث عن صاحب الزمان فما عرفت له خبرا ولا وقعت لي عليه عين، فاغتممت غما شديدا وخشيت أن يفوتني ما أملته من طلب صاحب الزمان فخرجت حتى أتيت مكة، فقضيت حجتي واعتمرت بها أسبوعا كل ذلك أطلب، فبينما أنا أفكر إذ انكشف لي باب الكعبة فإذا أنا بإنسان كأنه غصن بان متزر ببردة متشح بأخرى، قد كشف عطف بردته على عاتقه، فارتاح قلبي وبادرت لقصده، فانثنى إلي وقال من أين الرجل؟ قلت من العراق قال من أي العراق؟ قلت: من الأهواز. فقال أتعرف الحضيني قلت نعم قال رحمه الله، فما كان أطول ليله وأكثر نيله وأغزر دمعته، قال فابن المهزيار؟ قلت أنا هو، قال حياك الله بالسلام أبا الحسن ثم صافحني وعانقني وقال: يا أبا الحسن ما فعلت العلامة التي بينك وبين الماضي أبي محمد نضر الله وجهه؟ قلت معي وأدخلت يدي إلى جنبي وأخرجت خاتما عليه محمد وعلي، فلما قرأه استعبر حتى بل طمره الذي كان على يده، وقال يرحمك الله أبا محمد فإنك زين الأمة، شرفك الله بالإمامة، وتوجك بتاج العلم والمعرفة، فإنا إليكم صائرون، ثم صافحني وعانقني، ثم قال ما الذي تريد يا أبا الحسن؟ قلت الامام المحجوب عن العالم قال ما هو محجوب عنكم، ولكن جنه سوء أعمالكم، قم سر إلى رحلك وكن على أهبة من لقائه؟ إذا انحطت الجوزاء وأزهرت نجوم السماء، فها أنا لك بين الركن والصفا، فطابت نفسي وتيقنت أن الله فضلني، فما زلت أرقب الوقت حتى حان، وخرجت إلى مطيتي واستويت على رحلي واستويت على ظهرها، فإذا أنا بصاحبي ينادي يا أبا الحسن، فخرجت فلحقت به فحياني بالسلام وقال: سر بنا يا أخ، فما زال يهبط واديا ويرقى ذروة جبل إلى أن علقنا على الطائف، فقال يا أبا الحسن انزل بنا نصلي باقي صلاة الليل، فنزلت فصلى بنا الفجر ركعتين، قلت فالركعتين الأوليين قال هما من صلاة الليل وأوتر فيهما، والقنوت وكل صلاة جائزة، وقال سر بنا يا أخ فلم يزل يهبط واديا