النبي الأعظم صلى الله عليه وآله راجع ج 3 ص 21 - 23 ط 2 وتقدم في الجزء السابع 199 ط 1 وفي صفحات هذا الجزء أحاديث جمة تدل على أنه أحب الناس إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وآله، ومن المعلوم إذن أن هذه المرتبة من الحب متبادل بينه سلام الله عليه وبينهما ويدل على هذا التبادل بنحو الإطلاق قوله تعالى: إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله.
وكان في الصحابة أناس آخرون يتهالكون في المحبة لله ولرسوله لا يفوقهم من ذكر وإن كنا نعتقد أنهم دون أولئك المنسيين بمنازل كثيرة كسلمان وأبي ذر والمقداد وعمار والعباس عم النبي صلى الله عليه وآله إلى كثيرين من نظرائهم. لكن نوبة الحب وصلت إلى الأبتر ابن الشائن الأبتر، إلى ابن النابغة، إلى ابن الأمة السوداء المجنونة الحمقاء التي كانت تبول من قيام، ويعلوها اللئام، ركبها في يوم واحد أربعون رجلا، إلى ابن العاصي، إلى ابن الجزار، إلى ابن دعي ستة، إلى المدافع عن نفسه في معترك القتال بإسته، إلى من رأى فحل زوجته على فراشه فلم يغر ولم ينكر، إلى الوغد اللئيم، إلى النكد الذميم، إلى الوضيع الزنيم (1) إلى مناوئي الحق ونصير الباطل، إلى إلى..
نعم: وصلت نوبة الحب إليه ولم تصل إلى من ذكرناهم من رجال الدين وأفذاذ الاسلام وأعاظم الأمة وصلحاء الصحابة.
إن دام هذا ولم يحدث به غير * لم يبك ميت ولم يفرح بمولود نعم: راق ذلك السكسكي أو من قبله من الوضاعين ولم يرقهم غيره. وكم في صفحات تاريخ عمرو بن العاصي وقرناءه الأربعة شواهد دالة على ما عزاهم إليه مختلق الرواية من حب الله وحب رسوله، نكل الوقوف عليها إلى سعة باع الباحث.
10 - أخرج ابن عدي عن أحمد بن محمد الضبيعي عن الحسين بن يوسف عن أبي هاشم أصرم بن حوشب عن قرة بن خالد البصري عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعا: أنا الأول وأبو بكر الثاني، وعمر الثالث، والناس بعدنا على السبق الأول فالأول.
قال الأميني: قال السيوطي في اللئالي 1: 311: موضوع آفته أصرم.