غير المدينة المنورة من الصحابة الأولين والتابعين لهم بإحسان؟ وفي بلاد غيرها انتشروا منها إليها، وكلهم كانوا في منتأى عن ابن هند وآراءه، ولم يزل هو يناوئهم ويضادهم في القول والعمل ويتحرى الوقيعة فيهم.
نعم: كان يصافقه على مخاريقه حثالة من طغام الشام الذين حدتهم النهمة والشره وهملج بهم المطامع والشهوات، فما قيمة اجتهاد يكون هذا أحد مبادئه؟!
القياس المعتبر من القياس عند أئمة السنة والجماعة أن يكون المناط منصوصا عليه في الكتاب والسنة، أو مخرجا عنهما بالبحث والاستنباط إما بنوعه أو بشخصه (1) ولم نجد في اختيارات معاوية شيئا من تلكم المناطات في المقيس عليه منصوصة أو مستنبطة يصح القياس في المقيس ويجوز التعويل عليها، نعم: كانت عنده أقيسة جاهلية أراد تطبيق أحكام الاسلام بها.
أي اجتهاد هذا؟!
لعلك إلى هنا عرفت معنى الاجتهاد الصحيح وحقيقته ومبانيه عند أئمة الاسلام من رجالات الفقه وأصوله، والمسك باليد بعد معاوية عن كل ذلك بعد المشرقين، فهلم معي نقرأ صحيفة مكررة من أفعال هذا المجتهد الطاغية وتروكه التي اجتهد فيها ويرى أبناء حزم وتيمية وكثير وحجر ومن لف لفهم أن الرجل لم يلحقه ذم وتبعة من تلكم الهفوات، بل يحسبونه مأجورا فيها لكونه مجتهدا مخطأ.
ألا تقول أي اجتهاد جوز على هذا المجتهد أو أوجب عليه وعلى كل مسلم بأمره - رضي بذلك أم أبى - سب مثل مولانا أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه والقنوت بلعنه في الصلوات، والدعاء عليه وعلى الإمامين السبطين (2) والصلحاء الأخيار معه؟!
هل اجتهد هذه الأحدوثة من آية التطهير والمباهلة أو من المئات النازلة في علي عليه السلام؟
أو من الآلاف من السنة الشريفة المأثورة عن صاحب الرسالة صلى الله عليه وآله من فضائله ومناقبه؟
أو من الإجماع المعقود على بيعته واتخاذه خليفة مفترضة طاعته؟ ولئن تنازلنا عن