أن يبعث إليه رجلا من حامته يأمن من بطشه ويؤمل تنازله له لما بينهما من واشجة الرحم والقرابة، ولذلك انتخب لها عثمان، إن لم يقل القائل: إنه صلى الله عليه وآله إنما بعثه ليغيب عن بيعة الرضوان وفضلها حتى لا يقال غدا: إن عدول الصحابة قد أجمعت على قتل رجل من أهل بيعة الرضوان.
هاهنا ننهي البحث عن حديث المفاضلة - الذي جاء به ابن عمر وصححه البخاري - وإنه باطل لا يعتمد عليه، يخالف الكتاب والسنة والعقل والقياس والاجماع والمنطق ونرجع إلى بقية ما جاء في المناقب:
5 - عن أنس: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان على حراء وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أثبت حراء فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان.
قال الأميني: أخرجه الخطيب في تاريخه 5: 365 من طريق محمد بن يونس الكديمي ذلك الكذاب الوضاع الذي وضع على رسول الله صلى الله عليه وآله أكثر من ألف حديث كما مر في الجزء الخامس في سلسلة الكذابين ص 230، وفي هذا الجزء فيما يأتي. عن قريش بن أنس الأموي البصري. قال ابن حبان: اختلط فظهر في حديثه مناكير فلم يجز الاحتجاج بأفراده. وقال البخاري: اختلط ست سنين (1) عن سعيد بن أبي عروبة البصري قال ابن سعد: اختلط في آخر عمره. وقال ابن حبان بقي في اختلاطه خمس سنين، ولا يحتج إلا بما روى القدماء مثل يزيد بن زريع وابن المبارك. وقال الذهلي: عاش بعد ما خولط تسع سنين. وقال غيرهم: اختلط سنين لم يجز الاحتجاج بحديثه فيما انفرد (2).
هذا ما في إسناد هذه الأكذوبة من العلل غير أن الخطيب مر بها كريما، لا تسمع منه حولها ركزا، ولم ينبس فيها ببنت شفة، عادته في فضائل من أعماه حبه وأصمه.
6 - أخرج الدارقطني في سننه عن إسماعيل بن العباس الوراق عن عباد بن الوليد أبي بدر عن الوليد بن الفضل عن عبد الجبار بن الحجاج الخراساني عن مكرم بن حكيم عن سيف بن منير عن أبي الدرداء قال: أربع سمعتهن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: