فقالوا: ما الذي جاء بك إلى ها هنا؟ فقصصت عليهم قصتي فعجبوا عن آخرهم وأسلموا جميعا. مصباح الظلام للسيد محمد الجراداني 2: 30.
قال الأميني: ابن آدم راوي هذه الأغلوطة لا يعرفه الحفاظ رجال الجرح والتعديل في أولاد آدم، وإنما عرفوه بالجهالة، ولا أحسب أن آدم أبا البشر أيضا يعرف ابنه هذا، ولا تدري الأمهات أي ابن بي هو، والأسقف صاحب القصة وابن آدم هما صنوان في الجهالة لا يعرفهما آدمي.
ونحن إن صدقنا متن الرواية، وذهبنا إلى ما ذهب إليه مسلم الجن وأخبر به ولعنا مبغضي الخلفاء الأربعة، ورأينا مأواهم النار، فإلى من وجهنا القوارص عندئذ؟
وأين تقع من سبابنا أمة كبيرة من الصحابة العدول أو عدول الصحابة الذين كان بينهم وبين أي من هؤلاء الأربعة عداء محتدم وبغضاء لاهبة؟ أنا هنا في مشكلة لا تنحل لي.
وعجبي من رعونة أولئك الرحط من النصاري الذين قبلوا من الأسقف دعواه المجردة وأذعنوا بها وصدقوه فيما جاء به عن وادي الجن، وما كانوا مصدقين نبأ الرسول الأمين عن إله السماوات المحفوفة دعوته بألف من الدلائل والبينات، والمتلوة بأنباء الكهنة والأساقفة والهتافات الكثيرة التي سجلها التاريخ، كأنهم سحرهم سجع دابة الجن الموزون في ورد ليله وسحره ووجدوه آية الحق وشاهد الدعوى.
39 - قال القرطبي في تفسيره 20: 180: قال أبي بن كعب: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم والعصر ثم قلت: ما تفسيرها يا نبي الله؟ قال: " والعصر " قسم من الله أقسم ربكم بآخر النهار " إن الانسان لفي خسر " أبو جهل " إلا الذين آمنوا " أبو بكر " وعملوا الصالحات " عمر " وتواصوا بالحق " عثمان " وتواصوا بالصبر " علي رضي الله عنهم أجمعين. وهكذا خطب ابن عباس على المنبر موقوفا عليه.
وذكره المحب الطبري في رياضه النضرة 1: 34، والشربيني في تفسيره 4: 561.
قال الأميني: أيسوغ التقول على الله وعلى رسوله وتحريف الكلم عن مواضعه بمثل هذه المهزأة المرسلة؟ وهل ينبغي لمؤلف في التفسير أو الحديث أن يسود بها صحيفته أو صحيفة تأليفه؟ وهل لنا في مثل المقام أن نطالبه بالسند ونناقش فيه بالإرسال؟
وهلا ما في متن الرواية ما يغنينا عن البحث عن رجال الاسناد إن كان له إسناد؟ وهل