فقال: لا أطلب بثأري بعد اليوم، فهو الذي رمى طلحة فقتله، ثم قال لأبان بن عثمان: قد كفيتك بعض قتلة أبيك، وكان السهم قد وقع في عين ركبته، فكانوا إذا أمسكوها انتفخت وإذا أرسلوها انبعثت فقال: دعوها فإنها سهم أرسله الله. تاريخ ابن عساكر 7: 84.
قال أبو عمر في الاستيعاب: لا يختلف العلماء الثقات في أن مروان قتل طلحة يومئذ وكان في حزبه، روى عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد قال:
قال طلحة يوم الجمل:
ندمت ندامة الكسعي لما * شريت رضا بني جرم برغمي (1).
اللهم خذ مني لعثمان حتى يرضى.
" بيان " الكسع: حي من قيس عيلان، وقيل: هم حي من اليمن رماة، و منهم الكسعي الذي يضرب به المثل في الندامة وهو رجل رام رمى بعد ما أسدف الليل عيرا فأصابه وظن أنه أخطأه فكسر قوسه وقيل: وقطع إصبعه ثم ندم من الغد حين نظر إلى العير مقتولا وسهمه فيه، فصار مثلا لكل نادم على فعل يفعله. وإياه عني الفرزدق بقوله:
ندمت ندامة الكسعي لما * غدت مني مطلقة نوار وقال آخر:
ندمت ندامة الكسعي لما * رأت عيناه ما فعلت يداه وقيل: كان اسم الكسعي محارب بن قيس.
وأخرج أبو عمر بن طريق ابن أبي سبرة قال: نظر مروان إلى طلحة يوم الجمل فقال: لا أطلب بثأري بعد اليوم. فرماه بسهم فقتله.
وأخرج من طريق يحيى بن سعيد عن عمه أنه قال: رمى مروان طلحة بسهم ثم التفت إلى أبان بن عثمان قال: قد كفينا بعض قتلة أبيك.
وأخرج من طريق قيس نقلا عن ابن أبي شيبة أن مروان قتل طلحة، ومن طريق وكيع وأحمد بن زهير بإسنادهما عن قيس بن أبي حازم حديث: لا أطلب بثأري .