تقول: قتل عثمان رحمه الله. فقال لها عمار بن ياسر: أنت بالأمس تحرضين عليه ثم أنت اليوم تبكينه.
راجع طبقات ابن سعد 5: 25 ط ليدن، أنساب البلاذري 5: 70، 75، 91، الإمامة والسياسة 1: 43، 46، 57، تاريخ الطبري 5: 140، 166، 172، 176، العقد الفريد 2: 267، 272، تاريخ ابن عساكر 7: 319، الاستيعاب ترجمة الأحنف صخر بن قيس، تاريخ أبي الفدا ج 1: 172، شرح ابن أبي الحديد 2: 77، 506، تذكرة السبط ص 38، 40، نهاية ابن الأثير 4: 166، أسد الغابة 3: 15: الكامل لابن الأثير 3: 87، القاموس 4: 59، حياة الحيوان 2: 359، السيرة الحلبية 3:
314، لسان العرب 14: 193، تاج العروس 8: 141.
قال الأميني: هذه الروايات تعطينا درسا ضافيا بنظرية عائشة في عثمان وإنها لم تكن ترى له جدارة تسنم ذلك العرش، وبالغت في ذلك حتى ودت إزالته عن مستوى الوجود. فأحبت له أن يلقى في البحر وبرجله رحى تجره إلى أعماقه، أو أنه يجعل في غرارة من غرائرها وتشد عليه الحبال فيقذف في عباب اليم فيرسب فيه من غير خروج، أو أن يودي به حراب المتجمهرين عليه فتكسح عن الملأ معرة أحدوثاته، ولذلك كانت تثير الناس عليه بإخراج شعر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وثوبه ونعله، ولم تبرح تؤلب الملأ الديني عليه وتحثهم على مقته وتخذلهم عن نصرته في حضرها سفرها، وإنها لم تعدل عن تلكم النظرية حتى بعد ما أجهز على عثمان إلا لما علمت من انفلات الأمر عن طلحة الذي كانت عائشة تتهالك دون تأميره وتضمر تقديمه منذ كانت ترهج النقع على عثمان، وتهيج الأمة على قتله، فكانت تروم أن تعيد الإمرة تيمية مرة أخرى، و لعلها حجت لبث هاتيك الدعاية في طريقها وعند مجتمع الحجيج بمكة، فكان يسمع منها قولها في طلحة: إيه ذا الإصبع! إيه أبا شبل! إيه يا ابن عم لكأني أنظر إلى إصبعه وهو يبايع له، وقولها: إيه ذا الإصبع! لله أبوك، أما إنهم وجدوا طلحة لها كفوا.
وقولها في عثمان: اقتلوا نعثلا قتله الله فقد كفر وقولها لابن عباس: إياك أن ترد الناس عن هذا الطاغية، وقولها بمكة: بعدا لنعثل وسحقا، وقولها لما بلغها قتله:
أبعده الله، ذلك ما قدمت يداه وما الله بظلام للعبيد.