سكت الزبير وأشار بيده، وأمسكنا نحن ولو شئنا دفعنا عنه، ولكن عثمان غير وتغير وأحسن وأساء، فإن كنا أحسنا فقد أحسنا، وإن كنا أسأنا؟ فنستغفر الله، وأخبرك أن الزبير مغلوب بغلبة أهله وبطلبه بذنبه، وطلحة لو يجد أن يشق بطنه من حب الإمارة لشقه.
19 - وقال ابن عبد ربه: دخل المغيرة بن شعبة على عائشة فقالت: يا أبا عبد الله!
لو رأيتني يوم الجمل قد أنفذت النصل هودجي حتى وصل بعضها إلى جلدي. قال لها المغيرة: وددت والله إن بعضها كان قتلك. قالت: يرحمك الله ولم تقول هذا؟ قال لعلها تكون كفارة في سعيك على عثمان. قالت: أما والله لئن قلت ذلك لما علم الله إني أردت قتله، ولكن علم الله إني أردت أن يقاتل فقوتلت، وأردت أن يرمى فرميت، وأردت أن يعصى فعصيت، ولو علم مني أني أردت قتله لقتلت.
20 - وروى ابن عبد ربه عن أبي سعيد الخدري قال: إن ناسا كانوا عند فسطاط عائشة وأنا معهم بمكة فمر بنا عثمان فما بقي أحد من القوم إلا لعنه غيري فكان فيهم رجل من أهل الكوفة فكان عثمان على الكوفة أجرأ منه على غيره فقال: يا كوفي!
أتشتمني؟ فلما قدم المدينة كان يتهدده قال: فقيل له: عليك بطلحة، قال: فانطلق معه حتى دخل على عثمان فقال عثمان: والله لأجلدنه مائة سوط. قال طلحة: والله لا تجلده مائة إلا أن يكون زانيا. قال: والله لأحرمنه عطاءه. قال: الله يرزقه.
21 - قال ابن الأثير والفيروز آبادي وابن منظور والزبيدي: النعثل الشيخ الأحمق ونعثل يهودي كان بالمدينة. قيل شبه به عثمان رضي الله عنه كما في التبصير، ونعثل رجل من أهل مصر كان طويل اللحية، قال أبو عبيد: كان يشبه عثمان، وشاتموا عثمان يسمونه نعثلا، وفي حديث عثمان إنه كان يخطب ذات يوم فقام رجل فنال منه فوذأه ابن سلام فاتذأ فقال له رجل: لا يمنعنك مكان ابن سلام أن تسب نعثلا فإنه من شيعته، وكان أعداء عثمان يسمونه نعثلا، وفي حديث عائشة: اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا. تعني عثمان، وكان هذا منها لما غاضبته وذهبت إلى مكة، وفي حياة الحيوان: النعثل كجعفر:
الذكر من الضباع وكان أعداء عثمان يسمونه نعثلا.
22 - روى البلاذري في الأنساب قال: خرجت عائشة رضي الله تعالى عنه باكية