سيفي. إلخ. مستحلا قتاله، وقوله: عاجلوه قبل أن يتمادى في ملكه. وقد بالغ في الإنكار عليه ورأيه في سقوطه أنه لم يره أهلا للصلاة عليه وأوصى بذلك عند وفاته فصلى عليه الزبير، وهجره وحلف أن لا يكلمه أبدا حتى أنه حول وجهه إلى الحائط لما جاء عائدا، وإنه كان لا يرى لتصرفاته نفوذا ولذلك لما بلغه إعطاء عثمان إبل الصدقة لبعض بني الحكم أرسل إليها المسور بن المخرمة وعبد الرحمن بن الأسود فأخذها فقسمها عبد الرحمن في الناس وعثمان في الدار، ولهذه كلها كان يراه عثمان منافقا و يقذفه بالنفاق كما ذكره ابن حجر في الصواعق ص 68 وأجاب عنه متسالما عليه بأنه كان متوحشا منه لأنه كان يجيئه كثيرا. إقرأ واضحك. وذكره الحلبي في السيرة 2:
87 فقال: أجاب عنه ابن حجر ولم يذكر الجواب لعلمه بأنه أضحوكة.
ونسائل القوم بصورة أخرى مع قطع النظر عن جميع ما قلناه: إن ما اشترط على عثمان وعقد عليه أمره هل كان واجب الوفاء؟ أو كان لعثمان منتدح عنه بتركه؟
وعلى الأول فما وجه مخالفة الخليفة له؟ ولماذا لم يقبله مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وهو عيبة علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والعارف بأحكامه وسننه وبصلاح الأمة منذ بدء أمرها إلى منصرمه، وهل يخلع الخليفة في صورة المخالفة؟ فلما ذا كان عثمان لا يروقه التنازل عن أمره لما أرادت الصحابة خلعه للمخالفة؟ أو أنه لا يخلع؟ فلماذا تجمهروا عليه فخلعوه وقتلوه؟ وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العدول كلهم في نظر القوم، وإن كان لا يجب الوفاء به؟ فلماذا لم يبايعوا أمير المؤمنين عليه السلام لما جاء بعدم الالتزام بما لا يجب الوفاء به؟ وما معنى اعتذار عبد الرحمن بن عوف في تقديمه عثمان على أمير المؤمنين عليه السلام بأنه قبل متابعة سيرة الشيخين ولم يقبلها علي عليه السلام؟ ولماذا ألزموا عثمان به؟ ولماذا التزم به عثمان؟ ولماذا تمت البيعة عليه؟ ولماذا تجمهروا عليه لما شاهدوا منه المخالفة؟.
وليسئلن يوم القيامة عما كانوا يفترون فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون