متموج قرت فيها عيون، وأرمصت منها أخرى، أو هي كفواكه ذوات طعوم متنوعة و روائح شتى مما لذ وطاب، وإنها لآية الابداع في العمل، ومعجزة الزمن الحاضر التي رفعت كلمة المستحيل من قاموس العاملين، والتي لا يحلم بها مسلم عامل ولا يفكر فيها مؤمن صفر الكف من وضر الدنيا والمساعدين، فأقدمتم والعزيمة يحفز همتكم و التصميم يوكلكم، فكانت كأحسن ما تكون موسوعة اشتركت في مواضيعها جمعية جزأتها حسب الاختصاص والكفاءات، وبرزت تبعث في القلوب بهجة وروعة، وترسل إلى الأرواح متعا وغذاء، وتوصل النفوس من كشف الغيوب إلى عالم الشهادة والسعادة، فحيا الله جدكم الذي لم يخر أمام مشاكل ملتوية، ومرحا لسعيكم المشكور الذي لم يثنه شئ من مهمات الأمور، فأمد الله إلى قوتكم قوة، وأعانكم منه على عملكم الدائب المستمر، وأخذ بناصركم إنه سميع مجيب، هذه تذكرة وذكرى، تذكرة للعاملين وذكرى لمقامكم الرفيع وقوة جهادكم لمناصرة الدين.
فالحق على المؤمنين أن يفتخروا برجلهم الفذ، وواحدهم الذي غالب آحادا ممن دوخوا التاريخ بالصيت وملؤا الكتب بالشهرة، والواجب عليهم أن يقرنوا الشكر له بالدعاء في دوام البقاء، ويأخذوا بهدى آل البيت النبوي الطاهر من حامل علومهم المناضل المجاهد العالم العامل، فهو ممن منحه الله ملكة الإيحاء إلى القلوب النقية وأمكنه من إفهام الطبقات الراقية من أهل الثقافات العالية بما يزيل به عنهم درن صدورهم ويزيح عنهم وساوس شكوكهم بالحقائق الراهنة والصراحة المحببة.
فيا أيها المولى الجليل! تحية المتفاني بالاخلاص إليكم، وسلام المغمور بفيض فضلكم، وثناء المتربع على مائدة علمكم التي دعوتم إليها القريب والبعيد.
إني أجل مقامكم السامي عن المدح والثناء، لأني عي وحصور فلا أفي ببعض الواجب، ولكني سايرت القلم الملهم من يراعكم لما رأيته يحنو لعظمتكم ويهمس من هيبتكم، فليكن الرضا منكم شفيعا بالقبول، والصدر منكم رحيبا للتقصير أو القصور، ولكم الفضل أولا ويعود إليكم آخرا كما كان بولائكم متصلا.
حسين الموسوي الهندي " خرنابات " 28 محرم الحرام 1371