حبيب؟ وما الذي أخفى ما عرف منهم الرجل على كل الصحابة والتابعين في الأوساط ولم يعلم به إلا هو فحسب؟
على أنا نعرف جماهير من القوم لا نشك ولا يشك عاقل في ثبوت كمال العقل لهم إلى أن ماتوا أو قتلوا كسيدنا عمار بن باسر ومالك الأشتر، وكعب بن عبدة، وزيد بن صوحان، وصعصعة بن صوحان، وعمرو بن بديل الورقاء، ومحمد بن أبي بكر، وعمرو بن الحمق، إلى نظرائهم الكثيرين وجلهم من رجال الصحاح والمسانيد أخرج أئمة الحديث من طرقهم أحاديث جمة وصححوها، ولم يتوقف أحد منهم في شئ منها للجهل بصدورها قبل جنونهم أو بعده ولو أخذنا بلفظ القرماني فلا يشذ من الجنون جل الصحابة من المهاجرين والأنصار إن لم نقل كلهم لإطباقهم على قتل الرجل وفي مقدمهم طلحة والزبير وعمرو بن العاص والسيدة عائشة أم المؤمنين.
ولعمر الحق أن المعتوه من شوه صحيفة التاريخ بهذه الخزايات غلوا منه في فضائل أناس من الشجرة المنعوتة في القرآن. والله هو الحكم العدل.
44 - أخرج الواحدي في أسباب النزول ص 210 قال: أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال: أخبرنا أبو بكر الأنباري قال: حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر قال:
حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. قال: حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن إبراهيم عن عكرمة عن ابن عباس قال: نزلت: ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ (1) في هشام بن عمرو وهو الذي ينفق ماله سرا وجهرا ومولاه أبو الخوراء الذي كان ينهاه فنزلت. وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شئ (2) فالأبكم منهما الكل على مولاه هذا السيد أسد بن أبي العيص. ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم هو عثمان بن عفان رضي الله عنه. وبهذا الاسناد أخرجه البلاذري في الأنساب 5: 3.
وذكر ابن سعد في طبقاته 3: 41 مرسلا عن عكرمة عن ابن عباس نزول: هل