عرفوا بطلانها وما صدقوا الرجلين في دعواهما فتركوها في مدحرة الإعراض؟ أو لم تكن هنالك مناشدة قط؟ وهو أقرب الوجوه إلى الحق.
ولو فرضنا أنها أكفأت طلحة كما يحسبه مختلق هذه الرواية فإنه لم يكن إلا إكفاء وقتيا ثم راجع طلحة رشده فعرف أنها حجة داحضة فاستمر على ما ثار له، وثبت عنه من الثبات على عمله وتضييقه.
هذه غاية ما يمكن أن يقال متى تجشمنا لوضع هذه المزعمة في بقعة الامكان، ومن المستصحب ذلك أو المتعذر، وقد أسلفنا أن الرفاقة المزعومة ليس من السهل تصديقها لعدم المجانسة بين الرفيقين قط ولو كان من جهة.
والرفاقة كالأخوة والصحبة - المنبعثة ثلاثتها عن التجانس في الخلل والمزايا - تخص بعلي أمير المؤمنين عليه السلام كما جاء مرفوعا: يا علي أنت أخي وصاحبي ورفيقي في الجنة (2) وهذا التخصص تعاضده البرهنة الثابتة، ويؤيد بالاعتبار.
11 - أخرج أبو يعلى وأبو نعيم وابن عساكر في تاريخه 7: 65، والحاكم في المستدرك 3: 97 من طريق شيبان بن فروخ عن طلحة بن زيد الدمشقي عن عبيدة (3) ابن حسان عن عطاء الكيخاراني عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: بينما نحن في بيت ابن حشفة في نفر من المهاجرين فيهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لينهض كل رجل منكم إلى كفؤه فنهض النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى عثمان فاعتنقه وقال: أنت وليي في الدنيا والآخرة.
صححه الحاكم وعقبه الذهبي في تلخيصه وقال: قلت: بل ضعيف فيه طلحة ابن زيد وهو واه عن عبيدة بن حسان شويخ مقل عن عطاء. وقال السيوطي في اللئالي 1: 317: موضوع، طلحة لا يحتج به، وعبيدة يروي الموضوعات عن الثقات. ا ه.
وذكره المحب الطبري في رياضه النضرة 2: 101، وابن كثير في تاريخه 7: 212 ساكتين عما في إسناده من الغمز شأنهما في فضائل من يحبانه ويواليانه، ولا يخفى