لأي تبعة ومغبة.
أنى من المتسالم عليه تولية الوليد سنة 25 وإن هو إلا قول سيف بن عمر كما نص عليه الطبري في تاريخه 7: 47 وزيفه، وعزاه ابن الأثير في الكامل إلى البعض، وقد عرفناك سيفا في الجزء الثامن ص 84 ط 2 وأنه: ضعيف متروك، ساقط، وضاع، اتهم بالزندقة. فالمعتمد عند المؤرخين أن تولية الوليد كانت سنة 26.
ثم أنى يصح كون السنة ال 25 هي السنة الأولى من حكم عثمان، وإنما توفي عمر في أواخر ذي الحجة سنة 23 وبويع عثمان بعد ثلاثة أيام من موت عمر، فالسنة الأولى من حكم عثمان هي 24.
وأين وأنى يسع لناقد أو مؤرخ فضلا عن إجماع الناقدين والمؤرخين أن يحسب صفو الجو من بوائق عثمان وبوادره ونوادره خلال ست السنوات الأولى، وهذه صفحات تاريخه في تلكم السنين مسودة بهنات وهنات، بل التاريخ سجل له من أول يوم تسنم عرش الخلافة، وقام نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه، صرعة وعثرة لا تستقال، منها:
1 - أبطل القصاص لما استخلف ولم يقد عبيد الله بن عمر وقد أتى عظيما وقتل الهرمزان والجفينة وابنة أبي لؤلؤة، وأجمع رأي المهاجرين والأنصار على كلمة واحدة يشجعون عثمان على قتل ابن عمر أخذا بالكتاب والسنة، غير أن عمرو بن العاص فلته عن رأيه، فذهب دم أولئك الأبرياء هدرا. وكانت أول قارورة كسرت في الاسلام بيد عثمان يوم ولي الأمر.
2 - لما استخلف صعد المنبر وجلس في الموضع الذي كان يجلس فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يجلس أبو بكر وعمر فيه، جلس أبو بكر دونه بمرقاة، وجلس عمر دون أبي بكر بمرقاة، فتكلم الناس في ذلك فقال بعضهم: اليوم ولد الشر (1).
3 - رد الحكم بن أبي العاص طريد النبي الأقدس ولعينه إلى المدينة لما ولي الخلافة، وبقي فيها حتى لعق لسانه، وهذا الإيواء مما نقم به على عثمان كما مر حديثه في ج 8: 242، 254، 258 ط 2.