أو تسع وعشرين وثلاثمائة بعد الهجرة النبوية على هاجرها آلاف التحية والثناء في عشرين سنة كتابه الكافي وأودع فيه من الاخبار الأصول والفروع والسنن والآداب والاخلاق وقليل من التفسير والتاريخ على نسق أنيق.
ورئيس المحدثين الشيخ الصدوق أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ره المتوفى سنة احدى وثمانين وثلاثمائة كتابه من لا يحضره الفقيه في السنن والاحكام وشئ من المواعظ والحكم وذكر كثيرا في خلال الأحاديث فتواه بحيث يصعب الميز بينهما وأسقط أسانيد الأحاديث وأورد طرقه إلى رواتها أو الذي اخذ الحديث من كتابه في آخر الكتاب.
وشيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي رض المتولد سنة خمس وثمانين وثلاثمائة والمتوفى سنة ستين وأربعمأة كتابيه تهذيب الأحكام والاستبصار فيما اختلف من الاخبار اما التهذيب فهو شرح لكتاب المقنعة في الفقه لشيخه محمد بن محمد بن نعمان المفيد ره فأورد في ذيل مسائله أكثر ما وصل اليه من الأحاديث الفقهية ونثل بعضها في باب الزيادات من كل كتاب وجمع غالبا بين ما تعارض ببعض الوجوه.
واما الاستبصار فأودع فيه الاخبار المتعارضة مما ورد في السنن والاحكام ثم تعرض لجمع ما يمكن جمعه منها أو ترجيح البعض على البعض على حسب معتقده ولم يورد فيه غيرها بل ولم يذكر جميع ما وصل اليه من المتعارضات وأحال استقصائها إلى كتابه الكبير (اي التهذيب) فصارت هذه الأربعة بعد تصنيفها مرجعا لعلمائنا الاعلام في الاعصار والأمصار إلى الآن فلله درهم قد بذلوا جهدهم وسعوا سعيهم في جمع شتات الاخبار وترتيبها ولقد أجاد وأفاد كل واحد منهم فيما أراد فان الجهة في التاليف والتصنيف كانت مختلفة في أنظارهم وفعلوا وفعلوا ما كان عليهم وردوا الأمانات إلى أهلها شكر الله مساعيهم وأرضاهم.
نعم غير هذه الأربعة من كتب الحديث والتفسير على كثرتها وكثرة ما فيها من الأحاديث ككتب الصدوق والمفيد والشيخ ومن عاصرهم أو تقدم عليهم أو تأخر عنهم وإن لم تكن