مختلفة (كما سيأتي في المقدمة وفى الباب من أبواب المقدمات) وقد استفاد واستكتب كثير من الصحابة والتابعين من علوم المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من حقائق المبدء والمعاد ودقائق التوحيد والاخلاص ودقائق الحكم والمواعظ وعجائب القضاء والفياصل منهم أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله فإنه كتب عنه عليه السلام كتابا في السنن والاحكام والقضاء وابنه على ابن أبي رافع كتابا في الوضوء والصلاة وفنون من الفقه وربيعة بن سميع كتابا في زكاة النعم والأصبغ بن نباتة عهده إلى الأشتر حين ولاه مصر ووصيته إلى ابنه محمد بن الحنفية وكذا استضاء المسلمون من أنوار علوم سائر أئمة الدين في الاعصار المختلفة وكانوا مرجعهم وملاذهم في الأمور المهمة والمسائل المضلة والقضايا الغامضة خصوصا أصحابنا الامامية رضي الله عنهم ورضوا عنه فإنهم قدرا عوا ما أوجب الله عليهم من إطاعة الرسول وأولي الأمر ومسألة اهل الذكر وخزنة العلم والراسخين فيه وما أوصى به النبي صلى الله عليه وآله من الاعتصام بحبل الله المتين والفرقان المبين والتمسك بأطائب عترته وأفاخم ذريته وأبواب علمه الذين طهرهم الله من الرجس تطهيرا.
فقد استمسكوا بالعروة الوثقى واستضاؤوا من منار الهدى واتبعوا الحجة على اهل الدنيا واهتدوا بأنوارهم واقتدوا بسيرتهم ولم يشربوا من غير كأسهم فاتوا العلوم من أبوابها واخذوا الحكمة من ينابيعها فلا يزال طائفة منهم يسألون أئمة الأنام عليهم الصلاة والسلام عن مسائل الحلال والحرام والأصول الاعتقادية والفروع العملية لا سيما عن الامامين الهمامين الصادقين أبو جعفر محمد بن علي الباقر وأبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام فان في عصر هما (اي أواخر القرن الأول) قد كلت سيوف الجبابرة عن الحيلولة بن المسلمين وبين مصالحهم ولم يبتليا بأئمة الجور مثل ما ابتلى بهم سائر الأئمة فاغتنما الفرضة في أيام الفترة واستفرغا مجهودهما في احياء الاسلام ونشر الشرايع والاحكام.
واجتمع حولهما من طلاب العلوم جماعات كثيرة من البلاد القريبة