أورد الأحاديث في غير بابها ووضعها في غير مواضعها ولم يضبط أحاديث الكتب الأربعة كما في الأصول بل اكتفى بذكر الخبر عن أحد الشيوخ ثم قال ورواه الكليني أو الشيخ أو الصدوق مع أنه ربما تختلف متونها فز الألفاظ التي يختلف بها المعنى المقصود وأهمل هذا في غير الأربعة أكثر مما أهمله فيها وخلط فيه الآداب والسنن بالاحكام الفرعية ولم يعين مواضع ما أشار اليه من الاخبار بل قال قدس سره في أواخر أكثر الأبواب تقدم ما يدل على ذلك ويأتي فلا بد لمن أراد أن يطلع على الأدلة المتقدمة والمتأخرة ان ينظر الكتاب من البدو إلى الختام ومعلوم ان هذا في غاية الاشكال ولم يذكر فيه الآيات المتعلقة بالاحكام ولاما استدركه صاحب المستدرك رحمه الله من الاخبار ومع ذلك كله لا يخلو عن تكرار الأبواب والأحاديث وتقطيع الاخبار والأسانيد وانى كلما ذكرت ما فيه المذكورات يخطر ببالي ويقع في قلبي ان ساعدني الزمان ورزقني التوفيق الرحمن ان أؤلف جامعا حاويا لجميع الفوائد وافيا بجملة المقاصد مشتملا على الآيات الدالة على الاحكام والأحاديث المربوطة بالفروع وما يحتاج اليه في الفقه من الأصول خاليا عن التكرار والتقطيع والفضول مراعيا لتسهيل طرق الاطلاع والعثور بحيث لا يحتاج معه الفقيه إلى غيره ويستغنى به عما سواه إلى أن استقر رأيه الشريف واستنهض عزمه العالي على تأليف ما أحب وتصنيف ما أراد فجمع قدس سره عدة من الفضلاء الكرام والعلماء الاعلام فأبدى لهم رأيه وأبان عن مراده وأمرهم بتأليف هذا الكتاب المستطاب وهيأ لهم الأسباب وذلل لهم الصعاب وهداهم إلى كيفية التبويب والترتيب وحسن التنظيم والتنسيق وذكرهم بعظم نفعه ورغبهم فيه بتذكار اجره فانبعثوا ببعثه وائتمروا بامره فوجهوا نظرهم إلى جمع شتات الاخبار واستقصائها وسعوا سعيهم وبذلوا جهدهم في رعاية حسن التنظيم وتبويبها وصرفوا همهم وأتعبوا أنفسهم في استنباط معانيها ودلالاتها وإشاراتها وجعلهم لجنتين وقد أخص بالذكر من إحديهما العالم المتتبع
(مقدمة الكتاب ١٣)