بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على ما عرفنا من نفسه وألهمنا من شكره وفتح لنا من أبواب العلم بربوبيته ودلنا عليه من الاخلاص له في توحيده وجنبنا من الالحاد والشك في امره وهدانا إلى معرفة ملائكته وأنبيائه ومن علينا بمحمد خاتم النبيين صلوات الله عليه وعلى آله أجمعين وجعلنا ممن لا يفرق بين أحد من رسله ومن المتمسكين بحبل الله المتين الفرقان المبين وأطائب عترة خير المرسلين علي بن أبي طالب واحد عشر من ولده المعصومين عليهم صلوات الله أبد الأبدين حمدا يرتفع منا إلى أعلى عليين في كتاب مرقوم يشهده المقربون حمدا تقربه عيوننا إذا برقت الابصار وتبيض به وجوهنا إذا اسودت الأبشار حمدا لا منتهى لحده ولا حساب لعدده ولا مبلغ لغايته ولا انقطاع لأمده والصلاة والسلام على محمد أمينه على وحيه ونجيبه من خلقه وصفيه من عباده اما الرحمة ومفتاح البركة وصاحب الزلفة وعلى آله الذين هم موضع سره وموئل حكمه ومعدن علمه وجبال دينه وعلى جميع أصناف الملائكة المقربين من سكان السماوات والأرضين صلاة تزيدهم كرامة على كرامتهم وطهارة على طهارتهم.
اما بعد فإنه غير خفى الناقد البصيران علم الحديث أشرف العلوم وأنفعها وأوثقها بل هو اصلها ومعدنها اما انه أشرف فلانه به يطاع الرب ويعبد وبه يمجد ويوحد وبه يعرف الشرع واحكامه وبه يعلم الكتاب وتنزيله وتفسيره وتأويله وجمله وغوامضه ورخصه وعزائمه وفرائضه وفضائله وبه يحفظ الدين وآثاره ويشد الاسلام