وأركانه ويقمع الباطل وبنيانه وبه يخرج إلى النور من ظلمات الجهالة وينقذ وينجى من لجج الهلاكة ولولا سماعه وحفاظه وكتابه ورواته ورعاته لأنهار دعائم الدين وتنكرت معالمه واندرست سبله وتهدمت أركانه كما قال عليه السلام لولا زرارة ونظرائه لاندرست أحاديث أبى.
واما انه أنفع فلانه العلم الذي يفضل مداد عالمه يوم القيمة على دماء الشهداء ونوم حامله على طاعة العباد الأتقياء وتضع الأجنحة لطالبه ملائكة السماء ويستغفر له حيتان البحر والطير في الهواء ويعطى بكل قدم ثواب الف شهيد من الشهداء وثواب نب من الأنبياء وجلوس ساعة عند مذاكرته أحب إلى الله من قيام الف ليلة يصلى في كل ليلة الف ركعة واجب اليه من الف غزوة ومن قراءة القرآن كله اثنى عشر الف مرة وخير من عبادة سنة صام نهارها وقام ليلها كله ويعطى بكل حرف يسمع أو يكتب مدينة في الجنة أوسع من الدنيا سبع مرات.
واما انه أوثق فلكونه صادرا من لسان من لا ينطق عن الهوى ومأخوذا ممن علمه شديد القوى فان أول من أملاه بامر الله تعالى خاتم الأنبياء والمرسلين عليه وعليهم صلوات الله أجمعين وأول من كتب كله بخطه علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام نعم قد اخذ غيره من الصحابة أيضا من علوم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الا انه لم يستودع ما امر بتبليغه كله الأعلى بن أبي طالب عليه السلام (كما يأتي في باب حجية أقوال الأئمة في الروايات التي قد تجاوزت حد التواتر) ثم امره صلى الله عليه وآله بايداع ذلك الكتاب المستطاب عترته الطاهرين عليهم السلام وكان عند كل واحد من الأئمة الاثنى عشر يستحفظه السلف للخلف فيستودعه من انتهى اليه الامر وبما أودعهم علم ما يحتاج اليه الأمة امرهم بالتمسك بهم والاخذ من علومهم والاقتداء بسيرتهم وبين لهم ان الناجي ليس إلا من ركب سفينتهم وتمسك بعروتهم ودخل من أبوابهم والهالك ليس إلا من تخلف عنهم أو تقدم عليهم أو استمسك بعرى غيرهم و أوضح هذه الوصية وأوثقها وآكدها وشددها في الروايات المتعددة المتواترة بألفاظ