بحيث يستغنى عنه الفقيه الا انها لا تعد ركنا لاستنباط الاحكام ومرجعا عاما للفقهاء الكرام ولأجل ذلك عنى بهذه الأربعة منذ ظهورها علمائنا رضوان الله عليهم عناية كاملة واهتموا شديدا في ضبط نسخها وحفظها وقرائتها على الشيوخ واستجازتهم في النقل لمن بعدهم وتحقيق متونها ونقد أسانيدها وضبط رجالها ولذا قد كثرت في مكتبات الامامية بل وفى كثير من غيرها من نسخا العتيقة التي عليها اثر التصحيح والقراءة وتصديق الشيوخ والأعاظم وإجازات منهم لغيرهم ولله الحمد وله الشكر.
ثم في القرن الحادي عشر في أيام السلاطين الصفوية ونفوذ شيخنا العلامة مولينا محمد باقر بن محمد تقي المجلسي عليهما الرحمة المتولد سنة سبع وثلاثين بعد الألف والمتوفى سنة احدى عشرة أو عشر ومأة بعد الألف اجتمع في مكتبته من الأصول الأولية وجوامعها وغيرها نسخ كثيرة فصنف قدس سره كتابه بحار الأنوار في خمس وعشرين مجلدا وأودع فيه من جميع فنون الاخبار وغيرها من التاريخ والإجازات وجلمة من الآيات وأبان مشكلات الاخبار ببيانات شافية وآراء عالية وكان همه ره كما نص به في المقدمة مقصورا على جميع أحاديث غير الأربعة المعروفة من كتب الحديث ليحفظها عن الضياع والزوال ومع ذلك لا يخلو كتابه من اخبارها سيما مجلد السماء والعالم وأبواب الأصول فإنه قد أورد فيها كثيرا من أحاديث الكافي و لكن المشتمل منه على الاحكام سبع مجلدات تقريبا وغير كتابي الصلاة والطهارة منها اخبارها قليلة.
وبما كانت الاخبار المتعلقة بكل فرع من الفروع الفقهية أو أصل من الأصول الاعتقادية غير مجتمعة في كتاب واحد بل كانت متفرقة في الكتب الأربعة وغيرها من الكتب المعتبرة ولم يراع في أكثرها حسن الترتيب والتنظيم وأشكل الإحاطة والعثور على جميع ما يتعلق بكل مسألة مما ورد فيها قدهم صاحبا كتابي الوسائل والوافي بتأليف الشيخ محمد بن مرتضى القاساني المدعو بالمحسن والمشتهر بالفيض المتوفى سنة احدى وتسعين بعد الألف كتابه الوافي في أربعة عشر جزءا في ثمان سنين ووجه