نظره إلى ضبط أحاديث الأربعة من الأصول والفروع وزاد في مواعظ كتاب الروضة قليلا من غيرها وجمع فيه كثيرا من الآيات الدالة على الاحكام وشرح كل حديث يحتاج إلى التوضيح بالبيان الوافي والشرح الكافي الا انه لم يصرح في جميع الأسانيد بأسماء الرواة بل اصطلح لهم رموزا ذكرها في المقدمة اقتصارا وقد أفاد قدس سره واتى بما نواه على نظم تام ونسق بديع في غاية الكمال والبلاغ جزاه الله عن الاسلام والمسلمين خير جزاء المحسنين.
وصنف العالم النبيل والمحدث الخبير الشيخ محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن الحسن الحر العاملي المشغري المتولد سنة ثلاث وثلثين بعد الألف والمتوفى سنة أربع ومئة بعد الألف كتابه وسائل الشيعة واخرج فيه الأحاديث المربوطة بالفروع الفقهية والآداب الشرعية من الأربعة وغيرها من الكتب المعتمدة التي يقرب عددها ثمانين كتابا وعقد لكل حكم زعم دلالة خبر أو اخبار عليه بابا مستقلا وأورد فيه ما ظن دلالته عليه من الأحاديث فصارت بذلك آحاد أبوابه تنوف على سبعة آلاف وصنف لاجل وجدان الحديث المطلوب فهرسا مشتملا على ذكر ما يحتوى كتابه من الكتب وأبوابها وعدد أحاديث كل باب منها وما تدل عليه من الاحكام زائدا على ما ذكره في عنوان الباب ولعله بسبب هذه المزايا صار مرجعا فذا لفقهائنا من لدن تدوينه إلى الآن حشره الله تعالى مع الشهداء والصديقين ورزقه من ثمرة جنة النعيم.
ثم استدرك الشيخ الفقيه المتتبع الحاج الميرزا حسين بن محمد تقي النوري رحمه الله تعالى المتولد سنة أربع وخمسين ومأتين بعد الألف والمتوفى سنة عشرين وثلاثمأة بعد الألف ما فات من الوسائل من المصادر التي نقل عنها ومن غيرها من الكتب المعتمدة لديه في ثلاث مجلدات ضخمة على طراز الوسائل ونمطه وأفاد قدس سره في المجلد الثالث فوائد رجالية وأجاد اثابه الله سبحانه مثوبة المخلصين وجعل مثواه في أعلى عليين.
هذا اجمال القول في تاريخ حديثنا ومصادر فقهنا إلى أن بلغ النوبة ولله المنة