والبعيدة من الطبعة الرابعة والخامسة منهم من اخذ عنهما أحاديث قليلة ومنهم من اخذ مئة وآلافا وفيهم العلماء والفقهاء كبريدين معوية العجلي وأبى بصير ليث بن البختري المرادي ومحمد بن مسلم الثقفي وزرارة ابن أعين وهم الذين قال الصادق عليه السلام في حقهم بشر المخبتين بالجنة أربعة نجباء امناء الله على حلاله وحرامه لولا هؤلاء انقطعت آثار النبوة واندرست وكذا بعدهما سائر الطبقات قد اخذوا عن أئمتهم عليهم السلام أحاديث كثيرة فاخذوا منهم أقسام العلوم من الأصول والفروع والتفسير والاخلاق وغيرها من العلوم المتفرقة ويروونها للاخرين والآخرون للخلف الباقين ويبالغون في تصحيحها وتفكيك سليمها عن سقيمها وصوابها عن خطاها ويثبتونها كما يسمعون في الصدور المطهرة ويقيدونها بالكتب في الصحف المكرمة.
وقد بلغ عدد الجوامع الحديثية في عصر الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام.
إلى أربعمأة وكانت تسمى هذه الكتب مطلقا أو خصوص النسخة الأولى منها بالأصول فأغنونا رحمهم الله بضبط العلوم والأحاديث عن الاجتهاد بالرأي والمقائيس وعن القول بالظن والاستحسان ولله درهم وجزاهم عن الاسلام والايمان أفضل الجزاء وجعلهم ممن كان مداده أفضل من دماء الشهداء وبما كانت الأحاديث متشتتة متفرقة في الكتب المذكورة ولم تكن في كثير منها أحاديث كثيرة تصدى جماعة من فضلاء الطبقة السادسة من أصحاب الإمام أبى الحسن الرضا عليه السلام كأحمد بن محمد بن أبي نصر وجعفر بن بشير والحسن بن علي بن فضال والحسن بن محبوب وحماد بن عيسى وصفوان بن يحيى ومحمد بن أبي عمير وأشباههم لجمعها وضبطها في كتاب واحد فكتب كل واحد منهم جامعا جمع فيه من اخبار هذه الأصول ما كان له طريق إلى مصنفيها ثم كتب من تلامذة هؤلاء الحسن والحسين ابنا سعيد بن مهران وعلي بن مهزيار كتابين جمعوا فيهما ما كان متفرقا في جوامع أسانيدهم.
ثقة الاسلام أبو جعفر محمد بن يعقوب الرازي الكليني قدس سره المتوفى سنة ثمان