الصلاة كان كأنه ساق شجرة لا يتحرك منه إلا ما حركت الريح منه (1) وفي الرواية النبوية المتقدمة أيضا إيماء إليه.
ثم الظاهر شمول الصلاة للفرايض والنوافل جميعا، ولذا قيل إنما أضيف إليهم لان المصلي هو المنتفع بها وحده، وهي عدته وذخيرته، فهي صلاته، وأما المصلى له فغني متعال عن الحاجة إليها والانتفاع بها، وإن خصت بالفرائض كما يشعر به بعض الروايات أمكن اعتبار مزيد الاختصاص وزيادة الانتفاع وعلى كل حال إنما لم يطلق ويهمل إيماء إلى ذلك للتحريص والترغيب وفي ترتب الفلاح على الخشوع في الصلاة لا على الصلاة وحدها ولا عليهما جميعا من التنبيه على فضل الخشوع مالا يخفى.
1 - تفسير علي بن إبراهيم: عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل، عن زرارة، عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث قال: قلت له: بما استوجب إبليس من الله أن أعطاه ما أعطاه؟ فقال: بشئ كان منه شكره الله عليه، قلت: وما كان منه جعلت فداك؟ قال: ركعتان ركعهما في السماء أربعة آلاف سنة (2).
2 - بشارة المصطفى: باسناده عن سعيد بن زيد، عن كميل بن زياد، عن أمير المؤمنين عليه السلام فيما أوصاه به قال: يا كميل! لا تغتر بأقوام يصلون فيطيلون، ويصومون فيداومون، ويتصدقون فيحسنون، فإنهم موقوفون (3).